كتب – حسن اللبان
كتب نزار قباني ردا على توفيق الحكيم الذي أعلن أنه تحرر من زمن عبد الناصر و تنكر له بعد مغازلة دامت عشرين عاما في مقالة بعنوان ” مظاهرة ضد رمسيس الأول ” و جاء فيها:
” هل يسامحني أستاذنا توفيق الحكيم إذا قلت له إن كتابه الأخير ( عودة الوعي ) رديء جدا و خفيف و متأخر، ثم هل يسامحني إذا قلت له إن كتابه قدم للناس على أنه عمل من أعمال التحدي و هو في الحقيقة لا يتحدى أحدا، لأن التحدي يفترض وجود الخصم و الخصم الآن ينام تحت رخامة قبر في ضاحية منشية البكري في القاهرة.
الكتاب رديء جدا لأنه لا يضيف شيئا إلى ما كان يقال في الشارع و المقهى على لسان العوام…
الكتاب متأخر لأن استاذنا توفيق الحكيم فكر في أداء فريضة الحج بعد عودة الناس من الديار المقدسة، لذلك فهو لا يستحق الثواب… و النقطة الفضيحة في الكتاب هي محاولته إقناعنا أنه كان خلال أعوام الثورة واقعا تحت تأثير السحر و منوما تنويما مغناطيسيا، فكيف يمكن لكاتب كبير أن ينزلق إلى هذا المنطق الطفولي و يقول ببساطة أنه كان مسطولا و مهبولا و مجذوبا و واقعا تحت تأثير السحر طيلة عشرين عاما؟!
إذا كان الحكيم يقول هذا الكلام العامي الغيبي الخرافي فماذا يقول ملايين البسطاء الذين لا يعرفون تفكيك حروف أسمائهم في العالم العربي؟!
المهم أن نمتلك الشجاعة لنقول الحقيقة لرمسيس في فترة حكمه أنه ملك ظالم و أنه دكتاتور… الأديب الحقيقي لا يساوم و لا يختبئ تحت اللحاف أثناء البرد والظلم، و الشجاع لا ينتظر رحيل العاصفة حتى يخرج ليصطاد السمك.
“مصر يا أم الصابرين، إنني أعتذر إليك باسم كل الكتاب الذين خرجوا بعد عشرين عاما من غرفة التخدير و قرروا أن يسيروا في مظاهرة ضد المغفور له رمسيس الأول!”..