كتب / رضا اللبان
في لقاء تلفزيوني سأل المذيع ضيفه المليونير ما هو أكثر شيء أسعدك فى الحياة تذكره الآن؟
قال الرجل : مررت بأربع مراحل للسعادة حتى عرفت السعادة الحقيقية.
الأولى هى اقتناء الأشياء الثمينة.
و الثانية : إقتناء ما هو أغلى و كل ما هو نادر و نفيس .. لكن وجدت أن تأثيرهما وقتي.
أما الثالثة : فكانت هى امتلاك المشارعات الضخمة كشراء فريق كرة أو منتجعات سياحية أو الربح فى البورصة.
لكني لم أجد السعادة التي كنت أتخيلها !
لقد بحثت عن السعادة الحقيقية فلم أجدها ، ولكن حدث لى موقف غريب عندما طلب مني صديق أن أساهم فى شراء كراسي متحركة لمجموعة من الأطفال المصابين بشلل الأطفال .
بالفعل تبرعت فورا ًبالمبلغ اللازم لشراء تلك الكراسي لكن صديقي أصر أن أذهب معه و أن أقدم هديتي بنفسي للأطفال .
لقد رأيت الفرحة الكبيرة تعلو وجوه الأطفال .. وكيف صاروا يتحركون في كل الاتجاهات بواسطة هذه الكراسي البسيطة و هم يضحكون كأنهم في مدينة الملاهي !
إلا أن ما أدخل السعادة الحقيقية على قلبى وأثلج صدرى هو أن أمسك أحدهم برجلي و أنا أهم بالمغادرة !
حاولت أن أحررها من يده برفق لكنه ظل ممسكاً بها بينما عيناه تركزان بشدة في وجهي
إنحنيت لأسأله : هل تريد شيئا آخر مني قبل أن أذهب يا بني؟
فكان الرد الذي غير حياتي كلها و عرفت بعدها معنى السعادة الحقيقية
( «أريد أن أتذكر ملامح وجهك حتى أتعرف عليك عندما ألقاك فى السماء فأشكرك مرة أخرى أمام الله».