بقلم دكتورة / ألهام حسن
لايصنع التاريخ من لايعرف الجغرافيا! وهذه حقيقة.. فالجغرافيا هي التي تعطيك حق التمدد والبراح؛ لتنشيء فوقها المزارع الشاسعة التي تقوم عليها الصناعات التي تمد البشر باحتياجاتهم الحياتية؛ ليعيشوا في رغدٍ ورفاهية؛ تسمح لهم بالاكتفاء الذاتي، وتقيهم شر”الحاجة” واللجوء إلى من يفرضون شروطهم في المقابل؛ تلك الشروط التي تسلب الحرية والكرامة.. والإنسانية!
ومن هذا الاكتفاء الذاتي نجبرالتاريخ على أن يفرد الصفحات تلو الصفحات لتسجيل عظمة الإنسان وقدرته على الصمود والتحدي لكل النتوءات التي تعترض مجرى نهر الحياة.
ولعل الحديث عن الربط بين التاريخ والجغرافيا؛ هو نظرتي على خريطة القطرالمصري ودهشتي من وجود هذه المساحات الشاسعة من الصحارى ـ غير المُستغلة ـ التي تحيط بالشريط السكاني الضئيل جدًا حول المجرى الثعباني لنهرالنيل، الذي قامت على جوانبه العديد من الحضارات؛ وأنجبت ـ برغم المساحة الضئيلة ـ الآلاف من العلماء .