بقلم دكتورة / أمال إبراهيم
ثُمة شيء ما في الاستغناء عن الناس والزهد فيهم، كتبت أن الناس للناس رحمة، وأنه لا حياة لأحدٍ بمفرده، وأنني مَدين لعدد مدهش من الأحبة على مر سنوات عديدة كانوا غيثًا رفيقًا حين القحط، وسندًا وقت الميل، وعونًا في الشدة، ودليلًا على أن الله هو الرزاق وقد كانوا أجمل رزق، أعي كل ذلك بتمامه لكني أكرر بلا نهاية أنني هنا، الآن، ساكنًا أنام ليالي مرتاحًا فقط لأنني زهدت حين استحق الأمر الزهد، وطلبت ما طلبت نادرًا بعزة نفس، ولم ألح حين الصد وقد كان قليل، ولم أحمل في قلبي سوءً لااحد، فقط استغنيت وكررت، بلا نسيان ولا ملل؛ أنك أنت الرزاق وأن هذه هي أبوابك، وما شئت أغلقته وما شئت فسيفتح على اتساعه ولو اجتمع عبادك على غلقه. ثمة شيء ما في الاستغناء بالله عن الناس والزهد فيهم، منهم من هم رحمة، ومنهم من هم محبة، ومنهم النقيض، لكن الأمر كله بيده بلا نهاية .. أخطُ ذلك في قلبي كل يومٍ ولا أنسى أبدًا