بقلم / فاروق جويدة
عندما اختلف الزعيم الراحل انور السادات مع الأستاذ هيكل خرج عدد من الكتاب يهاجمون بضراوة الأستاذ هيكل وكان منهم أصدقاء ورفاق مشوار لهيكل.. ويومها لم يرد هيكل بكلمة واحدة علي احد منهم وكان الشيء المؤكد انهم جميعا ندموا بعد ذلك فقد هدئت المعارك وبقيت الجراح.. لقد انتقلت هذه العدوي حين سخرت أقلام كثيرة نفسها لتصفية حسابات لحساب السلطة مع دول وأشخاص ومسئولين كبار وكانت النتيجة أن عادت العلاقات بين الدول وبقيت آثار المعارك.. ولعلنا نذكر معركة ضارية بسبب مباراة في كرة القدم بين مصر والجزائر وكانت صورة لغياب الحكمة وتقدير المواقف وفي أحيان كثيرة تجد حشودا من المتبرعين للقيام بهذه الأدوار.. وقد انتشرت هذه الظاهرة في الإعلام العربي وخصصت لها الحكومات أموالا كثيرة رغم إنها قليلة جدا في الإعلام الغربي.. لأن المعارك فيه تقوم علي الحقائق والمواقف وهي عادة تدور بين الكبار رموزا وأفكارا.. لقد خسر الإعلام العربي كثيرا بسبب هذه المعارك التي أساءت أكثر مما أفادت.. خاصة أن ضحاياها كثيرون لأن الذي يبقي لهم ذكريات طويلة من الندم.. لقد شهدت الساحة معارك كثيرة استخدمت فيها كل وسائل التشويه ولما انتهي كل شيءٍ تصافحت سلطة القرار بينما جلست حشود المهرجين بعيدا والناس تسخر منهم لو أدرك الناس.. إن ذاكرة الإنسان لا تنسي وان من زرع الصبار لن يعطيه العنب ومن القي الورود غير من القي الحجارة.. وإن الأخلاق في نهاية المطاف هي أخر ما يبقي من سيرة البشر.. أعود بذاكرتي إلي وجوه كثيرة روجت القبح واستهانت بالجمال وأشاهد ما بقي منهم أصواتا ووجوها وأطلالا وأقول لنفسي اين أبواق هزت الأركان وصرخات شوهت الحقيقة وماذا بقي من ذلك كله غير أصداء خاوية لم يحفظ الزمن من صراخهم شيئا.. ماذا بقي من الأبواق غير الضجيج وماذا بقي من النفاق غير الدجل وماذا اخذ المهرجون غير حقائق زائفة .. رغم كل ما شهد العالم من مظاهر الانهيار في الأخلاق والسلوك فقد بقيت بعض الثوابت التي تفرق بين الحلال والحرام والأكاذيب والحقائق وكل إنسان يختار طريقه في الحياة قبحا أم جمالا..