كتب – محمد شعبان
أمينة خيري
أغلب الظن أن مليارات الرجال لو أتيحت لهم فرصة آمنة للجمع بين أكثر من امرأة أو زوجة سيكونون سعيدين وممتنين وهانئين. وفكرة الأمن هنا تعنى القبول المجتمعى ومخدر الضمير سواء كان موضعيًا حيث «أصلها فشكلت بعد الزواج» أو «أصل مشاعرى اتغيرت»، أو كان مخدرًا كليًا وهو المتوفر عبر الشرعنة، سواء كانت قانونية أو ثقافية أو دينية. وأغلب الظن أيضًا أن مليارات النساء- ولن أقول الغالبية المطلقة- يجن جنونها وتتبعثر كرامتها، ويُدهس كبرياؤها وتهان إنسانيتها، حين تعرف أن زوجها تزوج أو ينوى الزواج بأخرى. إنها طبيعة إنسانية وكرامة اختص بها الله سبحانه وتعالى البشر.
والبشر الذين يجبرون البعض على الاقتناع بأن زواج الرجل بثانية أو ثالثة أو رابعة، أمر ينبغى أن يكون طبيعيًا ومقبولًا ومستساغًا، هم إما غير مدركين أو مدركون لكن «مكبرين دماغهم» لشىء اسمه الكرامة الإنسانية. وجهود أولئك فى تمرير فكرة زواج الزوج بثانية وثالثة ورابعة تصب إما فى خانة الترهيب، حيث «الشرع حلل له»، بمعنى آخر إن اعترضتِ على الشرع فأنت حتمًا فاسقة ماجنة، أو فى خانة «حتى لو تسبب لك ذلك فى مضايقة عليكِ أن تتحملى لأن هذا واجب عليكِ ولا جدال فى الثوابت»، هى جهود تعنى أنهم إما منفصلين عن الواقع الإنسانى أو أنهم مدركون له لكن يتجاهلونه لأنه فى هذه الجزئية لا يعنيهم فى شىء.
ما هذه الروعة فى مشهد «أستاذ مؤنس» حين قرر الزواج بـ«هنا» فى «لعبة نيوتن»؟، لحظة المكاشفة مع زوجته الأولى سارة، التى درست وحصلت على إجازة دينية، تنقل للمشاهد جانبًا من الخطاب الذى ساد فى مصر منذ نهاية السبعينات، حيث الزوجة «الملتزمة» «نموذج يحتذى» فى كيفية تدريب «المرأة المتدينة» على بلع كرامتها والسكوت على قهر إنسانيتها والتفاخر بقبولها دهس عزة نفسها.
نفس هؤلاء «الرجال» الذين يدافعون عن حق الرجل فى تعدد الزوجات، ويعتبرون عذاب الزوجة الأولى أمرًا تافهًا، كيف يتصرفون حين يجدون ابنتهم فى موقف الزوجة الأولى؟، هل يصفقون لزوجها ويثنون على فعلته؟، هل يؤنبون ابنتهم الغالية لأن لها مشاعر إنسانية طبيعية ومفهومة ومتوقعة؟.
السطور التالية مكتوبة على موقع دينى، غرضها إقناع الزوجة بقبول زواج زوجها بأخرى: «تزوج لحاجة فى نفس الرجل من حب النساء وفرض السيطرة والهيمنة والقيادة. هذه أشياء لا تستوعبها النساء لأن الطبائع تختلف. الأمر ليس خيانة على الإطلاق. واجبك الدينى أن تساهمى فى إنهاء التناقض الاجتماعى الضار بصورة الدين والذى يعتبر الزواج بأخرى خيانة رغم الإيمان بالشرع».
الله سبحانه وتعالى الذى خلق امرأة قادرة أن تكون رئيسة دولة ووزيرة وعائلًا وحيدًا لأسرتها، حين يختار الزوج أن يكون مدمنًا أو مقامرًا أو مأنتخًا على القهوة، هل بالفعل يطالبها بأن ترضى وتسعد لزواجه بأخرى؟، هل نجد من تسمى نفسها على «فيسبوك» «ضرتى سر عفتى»؟.