عاجل

# حكاية زعل كمال الشناوي من أنور وجدي
نقيب الأطباء المصريين يرفض مشروع القانون المقدم من الحكومة حول تأجير المستشفيات
شفيونتيك تهزم سابالينكا وتحرز لقب دورة روما
الغول يكشف الهدف الحقيقي من الرصيف البحري العائم المؤقت في غزة مرتبط بتهجير أبناء الشعب الفلسطيني
مهرجان كان يعرض فيلم “الجميع يحب تودا” للمخرج المغربي نبيل عيوش في قسم “العرض الأول”
خريطة جديدة تقترب من حل لغز بناء الأهرامات.. ماذا اكتشف العلماء؟
تركيا تستضيف القمة الاقتصادية التركية ـ العربية بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال في 5-6 يونيو المقبل
بتأكيد من “الفيفا”.. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034
حماس تفاجأ إسرائيل والعالم بالأسلحة التي صنعتها
عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة في السعودية (صور)
# الأسوياء ينقرضون!
محكمة النقض المصرية تلغي قرار قضائي كان يقضي بإدراج محمد أبو تريكة على قوائم “الإرهاب”
“حرب بلا هدف”.. عضو الكنيست رام بن باراك: من الواضح أننا خسرنا الحرب في غزة
الحكومة المصرية: نستهدف زيادة السائحين إلى 60 مليون سائح سنويا
محمد صلاح يودع مدربه الألماني يورغن كلوب

أهمية اللقاح وضرورة التطعيم

كتب – محمد شعبان

مقال لـ منير عامر

منذ بداية جائحة كورونا والتردد يتراوح بين الرفض فى تصديق انها ممكن ان تنهى الحياة وعلى الجانب الآخر هناك ثقة بلا معنى فى اى منا سيقاومها بقدراته الذاتية وتكرار معرفتنا بالنهايات المفاجئة لبعض ممن نعرف جعلنا نتوجس لنمشى على سلك رفيع بين تصديق أهمية التطعيم وبين البقاء على مانحن عليه من حالة سكون وترقب للأخطار.
عن نفسى أصبت بطعنة فى قلبى عندما جاءنى خبر صعود روح الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ الرعاية الحرجة والخبير الذى لا نظير له فى مهارات تركيب دعامات شرايين القلب, وهزمته كورونا المتوحشة وصعدت روحه الى بارئها وكان رحيله طعنة بالقلب وخسارة جسيمة لعالم شرايين القلوب المسدودة ولم تكن تلك هى الخسارة الوحيدة, ولكن توالت الخسارات فخسارة حيوان أليف قد تضنى قلوب عائلة فما بالنا بخسارة إنسان له أفضال وله أهمية ومكانة, فمنذ توالت جائحة كورونا وكان صوت الأستاذ الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة, هو الحارس والمنبه لى لأهميه الحرص والوقاية لأهمية مواجهة هذا الخطر الداهم, فأسرعت مثل آلاف غيرى لتسجيل اسمى فى قائمة من يطلبون التطعيم, ولكن مرت أيام وأسابيع دون أن يصيبنى خبر موعد التطعيم فعالجت هذا الأمر بتكرار التواصل والاتصال حتى عثرت على موقع أتلقى منه اللقاح الصينى الذى وثقت فيه ووثقت أيضا فى اللقاح الروسى لأنهما يقومان على مائدة علمية لها تاريخ فى مقاومة الجوائح.
وتوالت أخبار إصابة بعض ممن أعرف بهذا المرض الغريب, ولم أتوان لحظة عن متابعة تنفيذ التعليمات بداية من الماسك (الكمامة) وغسل اليدين وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى وبطبيعة الحال كان لابد من متابعة أحوال وجود اللقاح فى أنحاء مصر المعمورة, وأعترف أن هناك جهدا محمودا من وزيرة الصحة لتوفير اللقاح, حيث وضعت الدولة كل المطلوب من اعتمادات لشراء الأمصال ولكن الرأسمالية المتوحشة التى تتحكم فى هذا الكون أصرت على أن تستأثر لنفسها بالكميات الوفيرة من اللقاحات, أما بقية سكان الأرض فلهم حق الدعاء بالشفاء أما التطعيم ضد هذا الخطر الداهم يمكن تأجيله الى أن تنتج المصانع كميات وفيرة من اللقاح.
أعلم أن القطاع العام الصحى المصرى أسس قطاع فكسيرا المنتج للقاحات ويعمل حاليا على محاولة توفير كميات لاتكفى مصر وحدها ولكن بإمكانها أن تمتد مظلتها الى القارة الافريقية.
وفى محاولة معرفة أسرار هذا الفيروس لانملك الا أن نصدق خبرة من قاموا بمحاولة الارتقاء بصحة المصريين فقاوموا فيروس (سى) حتى قضوا عليه, وهو الخطر الذى ترصد واخترق أجيالا من المبدعين لعل أهمهم الروائى الفذ محمد ناجى وعشرات غيره من المبدعين المؤثرين. وطبعا لن أنسى ما سمعته وعرفته عن الشركات التى كانت تنتج أدوية تساعد على مقاومة فيروس (سى) وكان الشخص الواحد يتكلف عدة آلاف من الجنيهات, وكانت كل صيدلية ترسل صورة من تذكرة العلاج, المكتوب فيها الإنترفيرون الى الشركة فتقوم الشركة لإرسال نسبة من ثمن الدواء لتحية الطبيب الذى كتبه للمريض, والذاكرة تحمل أسماء عشرات الأطباء الكبار الذين رفضوا هذا المنطق فى التعامل مع المرض وعلى رأسهم الاستاذ الدكتور طارق على حسن, والأستاذة الدكتورة مديحة خطاب وعشرات من أمثال هؤلاء الشرفاء, وقد اختفت سيرة الكبد الوبائى من ألسنة المصريين.
ومن المؤكد أن العقل المصرى القادر على مجابهة الأخطار المحدقة بنا قادر على أن يقنع عموم أهل مصر المحروسة لأهمية الوقاية وحماية النفس من شرور كورونا, فاحترام ارتداء (الكمامة) وغسل اليدين والحرص على التباعد هى أمور بسيطة وأساسية فى نفس الوقت.
ولعل الأخطر من كورونا أو المساوى لها فى الخطر هو طمس ذاكرة من أضافوا للوعى المصرى أهمية حرص على قيمة الوعى فيما جرى من أحداث ووقائع وتاريخ ولعل مسلسلات رمضان هذا العام استطاعت أن تنقذ بقدر من الأصالة قيمة الوعى بما مر بنا من تاريخ فى مسلسل الاختيار 2 ومسلسل هجمة مرتدة كانا كفيلين بإلقاء الضوء على (كورونا التخلف) التى أسسها حسن البنا 1928. ومادامت سيرة المسلسلات قد جاءت فكلى أمل أن تقوم الشركات المنتجة للدراما التليفزيونية بالنظر الى قيمة الأعمال الفنية التى لاتنزع الى الخطابة ولكن تلقى الضوء الباهر على مدى حرص المصريين على نقاء ثوب التاريخ من لطخات التخلف.
عن نفسى أتمنى رؤية روايات الكاتب الفذ الذى لا نظير له وهو فتحى غانم الذى كتب كل مانمر به من أحداث وكأنه كان قارئا لكف المستقبل فهجمة التأسلم والتطرف والتخلف كل تلك السمات موجودة فى خمس روايات على الأقل من رواياته الأخيرة, واذا كان فتحى غانم قد تنبأ بكارثة 1967 ثم انتصار أكتوبر 1973, فمن حقنا أن نعرف أنه أول من تنبه لخطورة التجارة بالدين وترهل العقل المصرى فى أثناء مواجهة هجمة التخلف بالجلباب القصير والنقاب والنظر الى المرأة كوعاء للمتعة دون الوعى بقيمتها الانسانية, وفتحى غانم هو من رصد أيضا توحش الرأسمالية الهمجى التى تتاجر فى كل شىء لغرض تراكم الثروة فقط دون الانتباه او الالتفات، لأن هذا الالتهام للثروة هو سرقة لمستقبل الملايين.
لم تكن كورونا هى الخطر الوحيد الذى دهمنا لكن كان قمة ما توصل اليه هذا الوحش المسمى التخلف وهو يحاول أن يلتهم كل قدراتنا على صناعة واقع مختلف. عن نفسى مازلت ألوم أصدقائى عبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب على أنهما لم يهديا عموم المصريين والعرب شعراء يستطيعون التعبير عن الواقع والحلم مثلما فعل معهما فؤاد حداد وصلاح جاهين، وعن نفسى أرجو أن تكون كلماتى تلك هى تذكيرا لمنتجى المسلسلات التليفزيونية الى أهمية الوعى بقيمة روائى عظيم وهو فتحى غانم وسليله محمد ناجى فكلاهما يستحق أن توجد أعمال فى الوعى المصرى لنتسلح ضد فيروس لايقل خطورة عن كورونا وهو عدم الوعى بخطورة ما سرنا فيه من طرق أخذت خطواتنا فى كثير من الضلال, ولولا يقظة الضمير المصرى خلال السنوات الست الأخيرة لما استطعنا أن نجد أنفسنا واقفين على أقدامنا فى مواجهة رياح التخلف التى تهب علينا.

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية