بقلم الكاتبة الجزائرية / يامنة بن راضى
تتوالى خيبات الأمل تترى كصحراء قاحلة محرقة أفئدة أهل الجزائر، ليحيط بهم اليأس إحاطة السوار بالمعصم إلى حين، بعد أن لذغتهم عقارب الظلم والقهر والمعاناة والحرمان من قبل بني جلدتهم وفوق أرض وطنهم الغني الجميل، وها هي مكائد بعض قومهم تلهب قلوبهم وضمائرهم بسياطها الجارحة، و بات أغلبهم يرى ويدرك أن هؤلاء من ذوي السلطان و زبانيتهم من دجاجلة السياسة ومحترفي التصعلك و صائدي الموائد هم العقبة الكؤود أمام أي بارقة تلوح للتغيير والنجاة التي طال انتظارها ..وياليت دار لقمان بقت على حالها كما يهمس بعضهم ويجهر ..بل تتدرج يوميا من حضيض إلى آخر …
يقول علماء التنمية البشرية:” أن الفشل ماهو إلا هزيمة مؤقتة تخلق فرص النجاح فيما بعد”، فما بال الفشل في الجزائر لا يراوح مكانه وبات مزمنا على ما يبدو، ومابال فرص النجاح تتوارى إلى الخلف هي الأخرى في ظل مناخ قاتم يرقص فيه الفساد طربا.. يشاركه الظلم في رقصته السوداء لتترنح العشوائية منتشية معلنة عن وجودها المقيت، فلا أحد من الجزائريين يماري اليوم أن جنتهم الجزائر تحولت على أيدي من يستمرون في غيهم من أصحاب الحكم والمسؤولية والقرار الى جحيم يتضرم، وأن ورود الوعود ورياحينها هي اليوم أشواك مؤلمة تدمي أقدامهم وظهورهم أيضا .. ولئن تنفس الجزائريون الصعداء بعد رحيل بوتفليقة وبعض وزرائه و وئدت أحلام بعضهم الآخر بين ردهات السجن بعد ثورة سلمية ، إلا أن فرحة الانتصار لم تدق أبواب مهجهم بعد ..كيف لا والسلطة الحالية تسير على خطى من سبقتها بنفس التسيير الفاسد والعشوائي، ما ألهب جذوة التذمر و الاستياء لدى غالبية المواطنين المستمرون في ثورتهم السلمية الحضارية كل جمعة انضمت لها فئات أخرى من المجتمع تعاني التعسف والتهميش إلى جانب الطلبة في مسيرات سلمية خلال أيام الأسبوع وأصبحت مسيرات الاحتجاج ديكورا يوميا في شوارع مختلف ولايات الجزائر، كان آخرها مسيرة لأعوان الحماية المدنية في العاصمة التي قوبلت بالقمع من قبل السلطة على غرار سابقاتها..ليبقى القمع والعنف سيدا الموقف ولغة السلطة الوحيدة في التعامل مع حشود المحتجين ضد الإجحاف والاضطهاد والغلاء والبؤس بعد ان ولجت دوامة الفشل من الباب الواسع تتخبط فيها كما تشاء بفعل أداءها وممارساتها، فأنا لها الخروج و الإنعتاق منها؟..
يقول الملك في كتابه الكريم:” يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “..فلا جرم أن حبال المكر قصيرة كما يقال وأن أحفاد الشهداء رغم ما يعتصر أفئدتهم من عميق الأسى ورغم القمع اللعين والاعتقال المخزي لن يولوا الأدبار …فقد طفح الكيل ..طفح الكيل ..