كتب / عصام على
من أكبر خطايا البشر أن تطغى الوسيلة على الغاية فتصبح الوسيلة هى الأهم والدفاع عنها والإنتماء لها أولى من الغاية ذاتها.
الناس يعملون من أجل المال لتحقيق السعادة فينتهي بهم الأمر ليكونوا عبيدا للمال يجمعونه من حل وحرام بلا غضاضة وفي سبيل المال يسفكون الدماء ويظلمون البؤساء أو على الأقل يشغلهم المال عن السعادة فلا يتوقفون ليحصلوا السعادة بل يبخلون بكل دقيقة من أجل تحصيل المال فتطغي الوسيلة على الغاية ويضيع الطريق وينقضي العمر دون تحصيل السعادة بسبب القلق على المال والخوف من فقدانه ناهيك عن إهمال العلاقات الإنسانية وهكذا.
ومن الناس من ينتمي لحزب أو تيار فكرى معين كوسيلة لتحقيق غاية عظمى من وجهة نظره فإذا به يفنى حياته من أجل الحزب أو الجماعة فيتعصب لها ولا يرى صوابا إلا رأيها ولا قول إلا قولها فيلوي عنق الحقيقة لتوافق رأي حزبه أو تياره ولا يتعب نفسه من أجل غايته بل من أجل الوسيلة التي تحولت إلى الهدف.
لكن بالأخير لا بد أن تكون الوسيلة مشروعة مرنة قابلة للتعديل والتغيير التكتيكي على أن تظل الغاية مشروعة سامية نقية محكومة هى والوسيلة بالمرجعية الصحيحة التى ترضى ربنا وتحقق هدفنا فى حياة ناجحة وآخرة سعيدة