بقلم دكتورة / سلوى سليمان
“السعادة ليست شيئا تريد تأجيلة للمستقبل، السعادة هي شئ تريد أن تشعربه الآن”
يعاني البعض منا من فقدان الإحساس بالسعادة، مما ينعكس ذلك بقوة على أسلوب حياتهم حيث ينطفئ لديهم الشغف والرغبة في فعل الكثير من الأشياء، بل يصل بهم الأمر إلى المكوث أوقات طويلة في حالة من اللامبالاة وفقدان الاحساس بأي شئ من حولهم.
وبالرغم من ذلك لا يبدون أي محاولة لتغيير هذا الوضع المؤسف والذي حتما سيؤدي بهم مستقبلا إلى عواقب وخيمة؛ لذلك عليك أن تستجمع شتات نفسك أولا، وتبدأ في تغيير نظرتك للحياة والسيطرة بعقلك الباطن على عقلك الواعي، وجعله يمارس علية سطوة الرقابة الصارمة، بأن تتحرر من أفكارك المعتادة، وتملأ كيانك كله بالراحة والأمان بعيدا عن القلق والتوتر وثق دائما بذاتك، واجعل هذه الثقة تحوي عقلك وقلبك واربط حياتك بأمور تحبها بالفعل كي تشعر بالسعادة من الداخل ولتكن هذه الأمور بسيطة إلا أنها مؤثرة، فأنت صانع السعادة لنفسك وليس الآخرين، وهنا يشير دكتور إبراهيم الفقي “أتريد السعادة حقا، لا تبحث عنها بعيدا إنها بداخلك” ليس هذا فقط بل فكر في مواطن القوة في شخصيتك، ما مميزاتك كي تبدأ في عشق نفسك أولا وبمجرد احساسك بهذا الشعور سوف تبدأ في الاعتناء بذاتك ثم أحدث توازن بين الأدوار التي تقوم بها فلا تنغمس في أداء دور وتغفل باقي الأدوار وكن حريصا دائما على الاقتراب من الآخرين ممن يقدمون لك الدعم في كل مواقف حياتك الخاصة خاصتا لحظات ضعفك، وقم أنت أيضاً بتقديم الدعم لهم، واجعل لنفسك وقت تخلو فيه مع
ذاتك تشعر خلاله بالاسترخاء وتجديد طاقتك.
ولا تنسى أن توازن بين العاطفة والعقل ولا تجعل جانب يطغى على الآخر وبالأحرى اربط سعادتك بهدف ، وكما يقول ألبرت أينشتاين :”إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة، فاربطها بهدف وليس بأشخاص أو أشياء ” أيضا رتب أولوياتك وحاول أن تستفيد من كل يوم في حياتك فلا تدع يوما يمر دون أن تحقق هدف أو تنجز عمل وبالكاد من المهم أن تعظم قيم الأشياء في حياتك وأعط لكل شئ قيمته وبسط الأمور وتغاضي عن التفاصيل، فكن بسيطا ولا تعقدها واجعل نظرتك دائما إيجابية وسامح وقدر ما حباك الله به من نعم وكن قنوع بما كتبه الله عليك تنعم بشعور دائم بالسعادة…..