معرفة الوقت المناسب للانفصال عن الشريك أمر صعب جدًا للكثير من الناس، حيث تبدأ التساؤلات من نمط هل عليّ المحاولة بجهد أكبر للحفاظ على العلاقة؟ أو هل أضعت ما يكفي من الطاقة والوقت بالفعل؟ إنشاء قائمة بالإيجابيات والسلبيات قد يكون طريقة فعالة لاتخاذ القرار المناسب، إذ تشير دراسة أجريت عام 2018 إلى أنّ معظم الأشخاص قادرين على إنشاء قائمة بالأسباب التي تدفعهم للاستمرار أو ترك الشريك.
بالاعتماد على إجابات 447 مشترك عن سؤالهم عن علاقاتهم استطاع الباحثون إيجاد 27 سبب يدفع الناس للاستمرار، تضمنت أسباب البقاء إشباع الرغبات العاطفية والجسدية والالتزام بالواجبات العائلية والمنفعة الاقتصادية لكلا الطرفين، أما أسباب الانفصال تضمنت فقدان الثقة وعدم الرضى عن الحياة الجنسية والصراعات وعدم التوافق مع الشريك وحتى كرهه شخصياً وإيجاد شخص جديد.
استخدم الباحثون نموذجًا لفهم درجات الالتزام يدعى نموذج الاستثمار Investment model، وبناءً عليه تم وضع ثلاث عوامل تساهم في معرفة مدى بقاء الأشخاص ملتزمين، أولاً الرضى عن العلاقة وهو عبارة عن مقياس يشير إلى النسبة بين التجارب الإيجابية والسلبية التي يخوضها هؤلاء الأشخاص مع شركائهم، ثانياً الاستثمارات التي وضعوها في العلاقة والتي ستضيع في حال الانفصال، وأخيراً تأتي جودة البدائل المحتملة والتي تتضمن الآمال المرجوة من الشركاء المستقبليين وحتى الأصدقاء والعائلة والهوايات التي تمثل مصدر المتعة خارج حدود العلاقة.
حسب النموذج يشارك الرضى والاستثمارات بشكل إيجابي في الالتزام بينما تشارك البدائل بتخفيضه، لكن في الحياة العملية قد يكون من الصعب تحديد هذه العوامل فربما تتشابك بطريقة غير مفهومة، وعلى أي حال من الأحوال سواءً كنت تبحث عن الاستمرار أو الانفصال، قد يبدو من الصعب البدء من جديد والتفكير بمنطقية، لكن القيام بذلك سيعطيك عدد غير محدود من الفرص.