بقلم / حسن اللبان
لاشك ان الخلاف بين الناس سنة الهية كونية اقتضتها الحكمة الربانية قال تعالي ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) هود118
ودعوي عدم وجود خلاف هي حلم يتمناه كل مسلم والتأليف بين الناس والسعي في التوفيق والصلح بينهما وجمع شملهما علي الحق والتقريب بين فئاتهما المختلفة والمتنازعة هي من اعظم الامور ومن افضل ابواب الخير ولاشك ان الاسلام رسم للامة طريق وحدتها واجتماعها قال تعاي (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.103) من سورة آل عمران)
وما حصل مانراه من التفرق والخلاف الا بالبعد عن المنهج الرباني الذي بينه سبحانه في كتابه الكريم الذي يلجأ اليه المسلمون عن الاختلاف والنزاع فالتفرق يتحول بالضرورة الي خصام فعداء , ويبعدنا كذلك عن الاستفادة من القوة والعطاء والاستهانة والتجرؤ علي الامة, والبغي والتنافس علي الدنيا والمناصب والوجاهة وسائر الشهوات والحقد والتعصب المذموم للأسماء والاشخاص ومن اعظم اسباب الخلاف من تأمل التاريخ عرف هذا وهناك جهود خفية مستمرة منذ زمن طويل تبذل لتفريق المسلمين واضعاف قوتهم والقضاء علي حضارتهم الاصيلة فالافكار الهدامة وزرع فيها المشاعر البغيضة والهمجية والانانية الاجتماعية فلابد من دراسة علمية منهجية توضح الرؤية وتبين الطريق ليكون التقريب والتوفيق والصلح بين الناس علي بينه ومنهج واضح ومن الضروري ان تتكاتف جهود الباحثين لكشف اسباب الخلاف واصوله التي وضعها اعداء الاسلام وان يسد الفراغ في حياتنا بقاعدة راسخة من المبادئ التي تشكل قاسماً مشتركاً يؤمن به ويخضع له الجميع فتصبح في حياتنا كالميزان الذي يحتكم اليه الطرفان كلما اختلفا علي امر فلا تدع شيئا من الخلافات وان تذاب الاراء والجهات المتخالفة حتي يقضي علي افاتها وانهاء الشقاق والخصام فيها
اخر الكلام
يبقي الحب مجرد كلمة
حتي يأتى الحبيب ويعطيها معني