بقلم دكتور / السيد رشاد
٣٠ فبراير
بقلم د. السيد رشاد
لأن الأشياء والأحداث والقضايا تبدأ وتنتهى من الثقافة ..فمن المؤكد أن ظرفا استثنائيا تمر به مصر والمنطقة العربية والعالم كله»مثل جائحة كورونا» يؤدى حتما إلى رؤى وصياغات وتطورات تعيد هيكلة او تعدل أوربما تغير جزئيا أو كليا ثقافة المجتمع كل حسب دوره ودائرته ،وإذاكان «المثقفون» فى كل المجالات هم القطاع القائد المنوط بهم الأخذ بيد مجتمعاتهم،وسرعة المبادرة بشأن هذاالتطور،دورا،ورسالة،ومسئولية،وإذا كان كل تطور سيفرض – بشكل أو بآخر- ضوابطه وقواعده وثقافته، فإن المدخل الأكتر أهمية وإلحاحا الآن هو أن تساعد هذه الرؤية الثقافية الجديدة مجتمعنا المصرى بموضوعية وتجرد وشفافية لكى يحدداحتياجاته الحقيقية..سواء فى التعاطى مع التحديات التى يفرضها الوضع الراهن مهما كانت وكيفما تنوعت وتعددت..أم فى مرحلة ما بعد الجائحة، حيث الواقع الجديد بتطوراته وتحدياته ومتطلباته ومتغيراته، ومن ثم تحديدالاحتياجات والأولويات على المستويين الإجرائى للراهن والاستراتيجى للمقبل ،حيث من المؤكد سيصبح مشهده الثقافى – حتى بعد انتهاء الوباء – معتمدا فى كثير من الفعاليات والندوات والورش ،والعروض الثقافية والإبداعية والفنية، والمؤتمرات والأمسيات والملتقيات على التقنية الرقمية، وتوظيف تكنولوجيا الواقع الافتراضى بمختلف وسائطها ووسائلها ،التحدى الآخر وربما الأهم هو مرحلة مابعد العولمة التى نمر بمقدماتها الآن فى مصر وعالمنا العربى ،حيث سيادة الذكاء الاصطناعى بقيمه وثقافته ، ولعل من أخطرها «تذويب شخصية ومن ثم هوية الفرد المواطن وكذلك المجتمع، هذا الوجه الثقافى الشرير الذى يحول إنسان تلك المرحلة إلى»واحد»بذاته،متخليا عن انتماءاته إلا لذاته، ولبعض معطيات بعينها من نتاج هذه السيادة، وهو ما يأتى غالبا على حساب ولاءاته المجتمعية الأخرى،هذا النوع القاسى من التحديات والتداعيات التى تواجه الإنسان المصرى والعربى ومجتمعه معا، لايمكن مواجهته إلا عبر»ثقافة»، قادرة على التعاطي بنجاح وإيجابية مع ما تفرضه من تداعيات وتحديات ومسئوليات جسيمة وخطيرة لن تترك شيئا، ولن تشفق على أحد تغافل أو تقاعس عن مواجهة تحدياته،وبطرح «الثقافة» أسئلة صحيحة سوف يحصل هذا المجتمع على إجابات صحيحة، أو على الأقل يقطع خطوات فى الاتجاه الصحيح ، وهذا يتطلب بدوره دفع الكفاءات الخلاقة المبتكرة نحودائرة التأثير، وخلق مناخ ثقافى عادل ومتكافئ يساعد على النجاح وتحقيق القيمة المضافة ، وهو ما يفرض أيضا ضرورة إحداث تغييرفى نوعية بعض المدخلات الأساسية لتطوير رأس المال الفكرى والموارد البشرية اللازمة لتحقيق أهداف الرؤيةالثقافية الجديدة ،التى تحتاج بلا جدال إلى رؤى و خطط واستراتيجيات رائدة وجريئة قوامها الاستثمارفى البشرباعتباره قضية مصر الأولى وسلاح نجاحها الأهم ..