د. وليد مختار يكتب : نظرية ” الخلاص ”
تصنيف الشعوب مابين شعوب غنية وشعوب فقيرة أو عالم تالت وعالم أول مش دايما مبنية علي العامل الأقتصادي ومدي رفاهية وغني الشعوب ولكنه مرتبط بالأساس علي غني وفقر العقول ومدي قدرتها علي تطوير نفسها وتأثيرها الأيجابي علي الأجيال اللي بعدها .
ومن هنا ظهرت عندنا في شعوبنا وبالأخص في مصر نظرية ” الخلاص ” وهي إننا دايما منتظرين شخص أو شيء أو وقت معين علشان يخلصنا من الوضع اللي إحنا فيه لوضع أفضل وكأن الشخص ده أو الحاجه دي هي اللي هاتحل كل مشاكلنا وكأنها الحل السحري للوضع اللي إحنا فيه وطول ما إحنا بنفكر تحت رجلينا وبقصر نظر فإحنا هانفضل ندور علي الخلاص السريع أو ” الوهم ” لان مافيش حاجه بتيجي بسرعة أو بسهولة “ easy come, easy go “
الأمر ده ينطبق تماما علي فكرة الشهادات الدولية وخاصة ال MBA وهى شهادة ماجستير ادارة الاعمال لأن الناس عندها نفس القناعه بأن مجرد حصولي علي ورقة ملونه وعليها شوية أختام وإعتمادات فيبقي كده خلاص أنا وصلت .. وده أكبر غلط طبعا
للأسف كل مفهوم جديد في مصر بيتم إستغلاله والتعامل معاه تجاريا علي إنه سلعه يجب تسويقها بشتي الطرق ولو تفتكر زمان مع ظهور كورس ال ICDL كل الناس راحت تاخد الكورس ده علي إنه الخلاص اللي هايفتح قدامها كل الأبواب وبعد كده ظهرمفهوم عميق جدا إسمه ” التنمية البشرية ” وما أدراك بالتنمية البشرية واللي فهمونا إنه الخلاص لكل مشاكلنا بردو وبقي الملايين يتسابقوا علي حضور كورسات التنمية البشرية
وبعد كده فكرة الدبلومات وبقي كل واحد بيتسابق إنه ياخد دبلومة معتمدة علشان يترقي في شغله ومرتبه يزيد لغاية وصولنا لمرحلة ال MBA وطبعا بقت موضة وفكره جديدة للخلاص اللي هايساعدنا في فتح كل الابواب قدامنا
وللأسف مع ظهور كل فكره جديدة بيظهر معاها بردو مافيا الأفكار وخاصة مافيا الشهادات وبيسوقوا للموضوع علي إنه الخلاص وإنك لو معاك شهادة معتمدة إعتماد ثلاثي ورباعي وأحيانا خماسي فأنت كده كسبت وجبه كومبو وإبسط يا عم الطريق إتفتح قدامك وطبعا ده مش صحيح بالمرة
الموضوع لو بالشهادة كنا بقينا أقوي شعب في العالم
لو بشهاده ال ICDL كنا بقينا أقوي من اليابان
ولو بكورسات التنمية البشرية لاصبحنا أفضل من أمريكا
ولو بعدد شهادات الماجستير لاصبحنا أفضل من إنجلترا
لو أنت من الناس اللي لسه بتفكر في أن الشهادة المعتمدة هي الخلاص فإنت محتاج تراجع تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والأحصاء علشان تعرف عدد الحاصلين علي الماجستير والدكتوراة في مصر وتقارن العدد ده ب المانيا واليابان مع بعض وانت هاتعرف الأجابة لوحدك
الطبيعي ان الشهادة تكون معتمدة ومعترف بيها ومن مكان ليه إحترامه ومصداقيته وتشوف مين اللي بيتخرج من المكان ده علشان تعرف مدي قوة التعليم وطريقة التدريس وساعتها هاتقدر تعرف قوة الشهادة
ولكن الموضوع مش مجرد شهادة بس لأن بعد 10 سنين من دلوقتي هايكون فيه الملايين معاهم شهادات بس مش معاهم الخلاص
الخلاص في المعلومة المفيدة واللي ليها تأثير عليك في حياتك وفي تفكيرك وفي دخلك المادي طبعا … الخلاص في مستوي الناس اللي بتدرس معاهم أو اللي بيديرو المنظومة التعليمية لأن قوة المنظومة بينعكس علي قوة المحتوي وقوة الناتج النهائي طبعا
الدراسة مهمه طبعا وإستمراريتك في التطوير مهمة ولكن الخلاص في المعلومة مش في الشهادة بس ولما تلاقي مكان بيكلمك علي قوة الأعتمادات إعرف إنك أصبحت فريسة وإنك مش هاتاخد إلا ورقة ملونة مالهاش لازمة وهاتنضم لقائمة الأرقام اللي موجودة في تقرير جهاز التعبئة والاحصاء
الخلاص في المعلومة ” اليد العليا لمن يملك المعلومة “