كتب / حسن اللبان
في سنة 1995 تم القبض علي لص أمريكي اسمه “ماك آرثر ويلر” وهو يحاول سرقة بنك في عز النهار !
عندما حققت معه الشرطة سألوه لماذا ارتكبت الجريمة في هذا الوقت ومن دون أي وسيلة تنكر ؟
اندهش و انهار وهو يصرخ أنه كان متنكرا
فاضطرت الشرطة أن تواجهه بفيديوهات كاميرات المراقبة التي أظهرته وهو بدون أي قناع !
اجاب “ماك آرثر” بكل ثقة وأريحية بأنه كان داهن وجهه بعصير الليمون لاعتقاده أنه مثل الحبر السري وأنه
سيمنع أالتعرف علي ملامحه أو أن ترصده كاميرات المراقبة !!!
هذه الحادثة ألهمت العالمان النفسيان “دانينغ و كروجر” لاطلاق النظرية النفسية الشهيرة واللي سميت بـ (تأثير دانينغ وكروجر Dunning–Kruger effect.).
والتي كان فحواها :
“أن الأشخاص متدني الذكاء وقليلي الكفاءة دائما عندهم إحساس بجنون العظمة وواثقين من قدرتهم الضعيفة لأقصي حد”
لو فكرت للحظة ستجد ان كلامهم منطقي جدا إلي حد مخيف لدرجة أن هذه النوعية من البشر متفشية في كل مكان حولنا..
في الكتاب والشعراء اللذين يتفاخرون بكلماتهم الركيكة.. . في الإعلامي الذي يعتقد انه حامل لواء الشرف والوطن مع أنه فاشل وكذاب …. في السياسي المعتوه الذي يتوهم نفسه خطير ولا احد مثله ! … وفي وفي
في نفس اللحظة تجد كثيرا من الموهوبين والأذكياء يعانون من وساوس وشكوك وأحاسيس سخيفة بأنهم لا يستحقون النجاح الذي وصلوا اليه ودائما خائفين ان ينكشف امرهم في أي وقت ويطلق علي هذه الظاهرة متلازمة المحتال أو Impostor syndrome
“مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فـ تملؤهم الشكوك “