بقلم / وفاء أنور
أن يحبك الناس ، ويروون عنك ، وعن أخلاقك ، وحنو قلبك الأساطير ، ويمتدحونك بأرق الكلمات ، وأنت لاترى فى نفسك مايستحق كل هذا فهذه فطرتك التى فطرك الله عليها فأنت محظوظ حقًا .. أن تمتلك قلبًا يستطيع أن يحتوى العالم بما فيه من أشخاص مهما اختلفت ثقافاتهم ، وتعددت مذاهبهم ، ودياناتهم ، وأنت سعيد بذلك الاختلاف ، وتلك التعددية مدركًا أنهم أخوة لك مهما تغيرت ظروفهم عن ظروفك ، ومعتقداتهم عن معتقداتك وثقافتهم عن ثقافتك ومجتمعاتهم عن مجتمعك وإمكانياتهم عن إمكانياتك ، وتتوقع أن يعم السلام العالم فى خضم تلك الأحداث المتسارعة دون ان يتعلم قلبك القسوة ، ودون أن تنكر نفسك آدميتها فأنت محظوظ حقًا .. أن تتعلم من قسوة غيرك الرحمة بالآخرين دون أن تحدث نفسك بأن فاقد الشئ لايعطيه بل يستطيع أن يعطيه أضعاف أضعاف مايتوقعه الجميع فأنت محظوظ حقًا .. أن يسافر قلبك لبلدان عديدة ليعايش أصحابها ، فيشعر بهم ، ويتألم لأجلهم يشاركهم أحاسيسهم ومخاوفهم وأن تحمل نفسك مسئولية التواصل معهم فتتأثر بهم وتكتب لهم لتخفف عنهم ، وتقتسم معهم كل مايؤثر عليهم من أحداث ومخاوف ومواقف ، وتجد سعادتك فى القيام بذلك فأنت محظوظ حقًا.. أن تكون إنسانًا وسط ركام من الأشخاص الذين يعملون من أجل أنفسهم فقط ويخططون لمصالحهم ولايشغلهم العطاء بقدر مايشغلهم الأخذ والمطالبة فأنت محظوظ حقًا .. قلها فى نفسك وارفع بها صوتك . انشرها كفكرة . قم بترويجها كتجارة . اعلن عنها كترياق يشفى العالم أجمع قلها ، ولاتعتقد أنها تعنى نكرانًا لهويتك أوطمسًا لملامح شخصيتك.