كتب / رضا اللبان
طرفة ادبية:
يُحكَى أنَّ رَجلًا من بَني تَميم كَان له ابنةٌ جميلة. وكان غَيورًا، فَابتنى لَها صَومعة وجعلها فيها، وزوّجها مِن أكفائه من بَني عمّها.
وإنّ فَتى من كِنانة مَرّ بالصّومعة، فَنظرَ إليها ونَظرتْ إليه، فَاشتدّ وَجدُ كُلّ واحدٍ منهما بِصاحِبه، ولم يُمكنه الوصول إليها،
فَافتعلَ بيتًا من الشِّعر، ودعا غلامًا من الحي فَعلّمه البَيت، وقال لُه اُدخل هذي الدّار وأنشدْ كأنّك لَاعبٌ، ولا ترفعْ رأسك ولا تصوّبه ولا تُومئ في ذلك إلى أحد، فَفعلَ الغُلام،
وكان زوج الجارية قَد أزمعَ على السّفر
بعد يومٍ أو يومين، فأنشأ الغُلام يقول:
لَحى اللهُ من يَلحى عَلى الحُبّ أَهلَه
ومَن يمنعُ النّفسَ اللّجوج هواها!
فسمعتْ الجارية ففهمت،
فقالت:
أَلا إنمـا بيـن التفرّق ليـلةٌ
وتُعطَى نُفوس العَاشقين مُناها!
فَسمعتْ الأُمّ ففهمتْ،
فقالتْ:
ألا إنما تعنُون نَاقة رَحلِكم
فَمن كَان ذا نُوقٍ لَديه رَعاها!
فَسمع الأبّ فقالَ:
فَإنا سَنرعاها ونوثق قَيدها
ونطردُ عَنها الوَحشَ حين أتاها!
فسمعَ الزّوج ففهمَ،
فأنشأ يقول:
سَمعتُ الذي قُلتُم، فَها أنا مُطلِّقٌ
فَتاتـكم مَهجورة لِبـلاها
فَطلّقها الزّوج، وأرغبَهم الفَتى
في المَهرِ، وتزوّجها!