كتب / رضا اللبان
يقال أن ابن الفارض الشاعر المتصوف المعروف كان قد علق قلبه وهام بحب فتاة بالجوار إلا أنه كان عفيفاً فلم يطلع أحداً على ما أصابه حتى ألزمه المرض المُضني الذي
أدناه من الموت فأطلع أمه ..فلما رأت دُنو أجله أرسلت إلى الفتاة لتلقاه فلما أقتربت منه أنشد :
أُخفي الهوى ومدامعي تبديه
وأُميتُه وصبابتي تحييه
ومعذّبي حلو الشمائل أهيفٌ
قد جمعت كل المحاسن فيه
فكأنه بالحسن صورة يوسفٍ
وكأنني بالحزن مثل أبيه
فلما سمعت هذا الكلام اقتربت منه أكثر فسقط من الشمع شيء يسير على وجهه فأحرقه فتابع قصيدته
ياحارقاً بالنار وجه مُحبه
مهلاً فإن مدامعي تطفيه
أحرق بها جسدي وكل جوارحي
واحرص على قلبي فأنك فيه
إن أنكر العشاق فيك صبابتي
فأنا الهوى وابن الهوى وأبيه .
سلطان العاشقين ابن الفارض