كتب / رضا اللبان
تعتبر الرياضة مظهر من مظاهر الرفاهية التي تتسلى بها الشعوب، وأما الخلفاء العباسيون فقد اهتموا بالرياضة فبنوا لها الملاعب والمدرجات للجماهير، والكثير من هذه الألعاب مارسوها بأنفسهم، وكانوا يروا في هذه الالعاب منح الرفاهية للمجتمع وفي نفس الوقت طريقة تدريب للمقاتلين والمتسابقين.
وأما هذه الألعاب فهي:
1-لعبة البولو:
عرفها العرب في جاهليتهم، ولكن الخليفة العباسي هارون الرشيد اهتم بها اهتماما بالغا وصنع لها الملاعب والمدرجات ولعبها بنفسه.
وهيذه الرياضة عبارة عن كرة تصنع من مادة خفيفة مرنة «كالفلين» ونحوه تلقى في أرض الميدان ويتسابق الفرسان لالتقاطها بعصا عقفاء يسمونها الصولجان أو «الجوكان» ويرسلون الكرة بها في الهواء وهم على خيولهم، ويكون هدفهم تسجيل هدف بضرب الكره على عمود الموجود في الملعب.
وكان الخلفاء العباسيون والوزراء يمارسون لعبة الصولجان أو المعروفة الآن باسم «البولو» ويلعبونها في ميادين خاصة في قصورهم وأول من لعبها من الخلفاء كما ذكرنا سابقا هارون الرشيد وقرب الماهرين بها فانتشرت بين الناس، وكان يشكل من الأمراء والوزراء فريق وجعل لها ميادين ومقاعد مريحة للمتفرجين.
وكان الخلفاء العباسيون يعتبرون هذه الطريقة ايضا تدريبا المقاتلين على رفع مستوى البراعة في الفروسية والسيطرة عليها في المعارك.
2- سباق الخيل
من الطبيعي أن تكون الخيول في مقدمة اهتمام العرب قديماً لاستخداماتها الكثيرة لكن الأمور لم تتوقف عند «الحروب والسفر» وما إلى غير ذلك بل توسع الأمراء في عالم الخيل، لذا ليس من الغريب أن يكون الخليفة العباسي «هارون الرشيد».
فكان سباق الخيل من أبرز ألوان النشاط الترويجي في كل الأمصار التابعة لها، فأسسوا الحلبات، ونظموها وعنوا بتربية الخيول عناية فائقة وتدريبها وأسسوا للمهرجانات التي كانت تستهوي الخلفاء والوزراء وعامة الشعب.
ويذكر «الجاحظ» أن هارون الرشيد كان أكثر خلفاء بني العباس ولعا بالخيول وكانت له حقول وإسطبلات لتوليد الخيول يشرف عليها بنفسه ومجموعة من أمهر الأخصائيين.
وعندما شيّد الخليفة المعتصم بالله مدينة سامراء بالعراق اتخذها عاصمة وأنشأ الحلائب وميادين الفروسية أيضًا.
3- الشطرنج.
عاشت هذه الرياضة في العقلية في زمن الدولة العباسية مجدا وكانت شعبية والناس يلعبوها ايضا في بيوتهم، وظهر ايضا في العصر العباسي كتاب كتبوا الكتب عنها ومنهم العدلي وهو أول من عمل كتابا عن الشطرنج.
وكان هارون الرشيد أول من لعب الشطرنج من بني العباس،ومنح لاعبيه الماهرين الأرزاق فشاع اللاعب بفضل اهتمام الخليفة الرشيد به، ومن شد اهتمامه بالشطرنج، فانه أرسل من بين الهدايا التي بعث بها إلى «شارلمان» ملك الفرنجة رقعة جميلة وأحجار ثمينة كاملة لهذه اللعبة.
4- رمي البندق
اقتبس العرب اللعبة من الخليفة الراشدي عثمان بن عفان (ر) وشاعت ممارستها في العصر العباسي، واللعب بـ«البندق» عبارة عن بكرات تصنع من الطين او الحجارة أو الرصاص أو غيرها وتطلق بالزاريق وهي أنابيب ترسلها بضغط الهواء أو بالنشاب أو بالأقواس أو بما يسمى أيضاً بقوس البندق أو الزبطانة ولعلها البندقية.
وفي زمن العباسيين صار رماة البندق طائفة كبيرة يخرجون إلى ضواحي المدن للسباق وصيد الطير بها وروى بعض المؤرخين أن الرشيد كان له فرقة من أصحابها اسمها «النمل» وكانت تسير بين يديه ترمي البندق.
5- الرمي بالسهام
شاع لعب الرمي بالنشابة، وكان هارون الرشيد من أمهر الرماة، وكانت تلعب بأنهم يشدون في أرجل الحمام خيوط ذهبية ثم يرمون الخيوط بالسهام فتنقطع وينطلق الحمام، ليصطادونها.
6- السباحة
شغف الشباب في العصر العباسي بالتدريب على السباحة بهمة عالية ونشاط وكان الخليفة العباسي عبد الله المستكفي اكثر من شجع هذه الرياضة من الخلفاء.
وكان الخليفة العباسي عبد الله المستكفي بطل في هذه الرياضة.
7- العدو او السباق
اهتم الخلفاء بسباق العدو فكانوا يقيمون مباريات خاصة للعدو للمسافات الطويلة يشاهدها جمع غفير من الناس وعلى رأسهم الخليفة وحاشيته وكبار المسئولين ومن أشهر العدائين «معتوق الموصلي» المعروف بالكوثر و«على بن الأربلي».
وهذه الرياضة لم يمارسها الخلفاء ولكن اكتفوا بمتابعتها والاهتمام بها.
8- المصارعة
شجع الخلفاء العباسيون الشباب على المصارعة فانتشرت في كل مكان ومارسوها بشغف كبير وكانت تقام حلقة ميدانية ويضع شجرة يابسة تنصب في الحال ويجعل عليها الثياب والديباج وتحت أكياس فيها دراهم، وكانت هذه الرياضة فقط في بغداد ويأتيها المصارعون من كل مكان، ولكن لاحقا انتشرت حلبات المصارعة في الكثير من المدن.
وكان الخلفاء العباسيون محمد الأمين ومحمد المعتصم وعبد الله المستكفي ابطال في هذه الرياضة.
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************