بقلم-عماد الدين اديب
سوف يذكر التاريخ أن ما يحدث في غزة هو «جريمة إنسانية بشعة» في حق مواطنين مدنيين عزل غير مقاتلين يتعرضون في هذا العصر لأبشع وسائل الحصار والتجويع والتشريد والحرمان من أبسط قواعد الحياة في العلاج والدواء والاتصالات وممارسة الشعائر والقدرة على التواصل.
سكان غزة تم حصارهم داخل القطاع البالغة مساحته 360 كم منذ عام 2008، وتم إغلاق كل المعابر البرية والجوية والبحرية منذ أكثر من 20 شهراً. هؤلاء نزحوا داخلياً أكثر من 12 مرة في غضون هذه المدة
هؤلاء يعيشون في 3 مناطق محاصرة داخل القطاع لا تزيد على ثلث المساحة. هؤلاء فقدوا أكثر من 90% من منازلهم، وأكثر من 85% من البنية العمرانية للقطاع.
هؤلاء يموت منهم أكثر من 30 طفلاً يومياً بسبب سوء التغذية والعطش وانعدام الدواء. هؤلاء استشهد منهم قرابة ألف مدني وهم على أعتاب مراكز المساعدات الإنسانية المزعومة بالرصاص الحي من قوات الاحتلال الإسرائيلي
هؤلاء استشهد منهم أكثر من 60 ألف مواطن وجرح وفقد 140 ألف مواطن مدني منذ 7 أكتوبر 2023.
كل هذا السجل الأسود الذي يكتب في صحيفة الائتلاف الديني المتطرف الحاكم في إسرائيل لن يتم محوه أو تبريره مهما كانت الأسباب أو الأعذار. هذا السجل لا يمكن بعد كل هذه الجرائم تبريره بأكذوبة أو ادعاء حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
إسرائيل هي قوة احتلال باعتراف المجتمع الدولي والقرارات الدولية، ولكن حتى لو تم إقرار مبدأ حق الدفاع عن النفس، فإن المنطق يقول إن الرد في الفعل يكون متناسباً مع الفعل ذاته.
لا يمكن القبول منطقياً وعقلياً بأن ما تم في يوم واحد في 7 أكتوبر يتم الرد عليه في ألف يوم، وأن حصيلة ما تم يوم 7 أكتوبر يكون ثمنها كل جرائم الإبادة هذه.
إن سمعة الشعب اليهودي الذي عانى من الهولوكست والمحارق في زمن هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية حولته من ضحية تاريخية إلى قاتل تاريخي