كتب ـمحمد شعبان
أكدت صحيفة الجارديان في مقال افتتاحي لها أن رمزية الدولة الفلسطينية تحظى بأهمية كبيرة، قائلة إنه على مدى أشهر، عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحلفاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بوحشية على تحويل غزة إلى جحيم لا يطاق، بينما في الضفة الغربية، يهدف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المتواصل إلى إجهاض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى الأبد. وقد اتسم نهج نتنياهو تجاه الدعوات إلى حل الدولتين في الشرق الأوسط بالعمل الممنهج على ضمان عدم تحققه.
وأضافت الصحيفة أن الحقيقة الوجودية واضحة فما لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب، وتتراجع للسماح بضخ مساعدات أممية واسعة ومستدامة سيموت آلاف الفلسطينيين، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، نتيجة لمجاعة من صنع الإنسان، مشيرة إلى أنه لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) -التي منعت بشكل فج من العمل في إسرائيل لأسباب زائفة – ما يعادل 6000 شاحنة من الغذاء والدواء جاهزة للعبور إلى غزة وإلى جانب منظمات الإغاثة الأخرى، يجب تمكينها من استخدام خبرتها ومهاراتها لإنقاذ القطاع من حافة الهاوية .
ومضت الصحيفة تقول إن العقوبات قد تفاقم الضغط على نتنياهو، إذ تتضح آثار العزلة الأخلاقية لإسرائيل بشكل ملموس. ولدى الاتحاد الأوروبي -وهو أكبر وجهة لصادرات إسرائيل- أوراق رابحة. فقد تتحرك بريطانيا لتعليق امتيازات التجارة التفضيلية وتوسيع القيود الحالية على مبيعات الأسلحة .
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه مع اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية، بشكل صادم وغير متناسب، لم يقدم حلفاؤها في الغرب سوى القليل للتأثير على مجرى الأحداث، ولكن هذا الأسبوع -في أوروبا على الأقل- بدأ المزاج العام يتحول وأكدت أنه من أجل إنقاذ غزة، لا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة.