كتب د / حسن اللبان
أدى رئيس هيئة الأركان الباكستاني الفريق أول ساهر شمشاد مرزا التحية العسكرية لشيخ الأزهر أحمد الطيب في تقليد غير اعتيادي.



في مستهل اللقاء، أكد الإمام الأكبر عمق العلاقات التي تربط الأزهر الشريف بجمهورية باكستان الإسلامية، مشيراً إلى أن الطلاب الباكستانيين الوافدين للدراسة في الأزهر لعبوا دوراً كبيراً في توثيق هذه العلاقات وتعزيزها. وأضاف أن باكستان تُعد نموذجاً لتقدم العقل الإسلامي وقوته، وأن الأزهر حريص على رفع مستوى التعاون العلمي والثقافي مع باكستان، واستعداده لافتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية هناك خدمةً لأبناء باكستان في تعلّم لغة القرآن الكريم.
كما أعلن استعداد الأزهر لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب الباكستانيين، التي يبلغ عددها حالياً 30 منحة سنوياً، بما يلبي احتياجات الشعب الباكستاني، مع إمكانية تخصيص جزء من هذه المنح لدراسة العلوم التطبيقية مثل الطب والصيدلة والهندسة، إلى جانب العلوم الشرعية. وأعرب عن ترحيب الأزهر باستقدام وفود جديدة من أئمة باكستان للتدريب في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وصقل مهاراتهم في تفنيد الشبهات المعاصرة والتعامل مع القضايا الفكرية الراهنة.
وصرح شيخ الأزهر أن الحديث عن معاناة أهل غزة هو حديث ذو شجن يثير الألم والحزن في النفوس، بما يمثله من جرح ينزف في ضمير الإنسانية. وأكد أن الوقت قد حان لاتحاد الأمة الإسلامية والالتفاف حول القضية الفلسطينية، التي أصبحت اليوم قضية العالم.
وقال: “لا استقرار في الشرق الأوسط، بل في العالم كله، دون حل عادل للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وأشار الإمام الأكبر إلى غياب القضية الفلسطينية عن مناهج التعليم في معظم دول العالم الإسلامي، مما أثر سلباً على وعي الأجيال بأهمية هذه القضية، في الوقت الذي يحرص فيه الطرف الآخر على تدريس روايته المزيفة في جميع المراحل التعليمية.
من جانبه، أعرب الفريق أول ساهر شمشاد مرزا عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر، وتقدير باكستان قيادةً وشعباً لمكانة الأزهر الشريف. وقال: “لقاؤكم يمثل شرفاً كبيراً، فأنتم رمز لوسطية الإسلام، وتبعثون الأمل في نفوس المسلمين بمواقفكم الشجاعة”. وأضاف أن الشعب الباكستاني يثق بمنهج الأزهر، ويتابع مواقفه باهتمام واحترام بالغ، ويدعم رؤيته تجاه قضايا العالم الإسلامي.
كما أعرب رئيس الأركان الباكستاني عن شكره العميق للأزهر الشريف على ما يقدمه من رعاية واهتمام بالطلاب الباكستانيين الدارسين فيه، مثمناً مبادرة الأزهر بإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في باكستان. وأشار إلى أن الأجيال الباكستانية السابقة اعتادت على دراسة اللغة العربية كمادة أساسية في المدارس، نظراً لأهميتها في فهم القرآن الكريم. كما أشاد بدور الأزهر في دعم العلوم التطبيقية إلى جانب العلوم الشرعية، مؤكداً أن بناء الأمم لا يكتمل إلا بالتقدم في مجالات الطب والهندسة وسائر العلوم الحديثة.
وفي ختام اللقاء، قدم رئيس الأركان الباكستاني دعوة رسمية إلى الإمام الأكبر لزيارة باكستان، مؤكداً أن الشعب الباكستاني يتطلع لهذه الزيارة بكل شوق. وقد رحب الإمام بالدعوة، مؤكداً عزمه على تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.