بقلم / عصام أبو بكر
من الواضح أن إسرائيل تخوض
” حرب تجويع” ضد سكان غزة منذ قرر رئيس وزراء الاحتلال المجرم نتنياهو وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 2 مارس الماضي حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الأطفال المتوفين بسبب الجوع إلى 71 طفل وتسجيل 18 وفاة بسبب المجاعة في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية وبلغت كارثة الجوع في قطاع غزة مستويات صعبة وباتت تحصد أرواح سكان القطاع بأعداد ملحوظة .
وحذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من خطر تفشّي “مجاعة جماعية” في قطاع غزة المدمّر، “بسبب سوء التغذية”، وتزامنا اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأهوال التي يشهدها القطاع الفلسطيني بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق “لا مثيل لها في التاريخ الحديث”
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن واحد من كل 3 أشخاص في قطاع غزة لا يتناول الطعام لعدة أيام متواصلة، فضلا عن الشهداء من حشود من منتظري المساعدات بغزة التي تعرضت لإطلاق نار من دبابات إسرائيلية وبلغ عددها أكثر من 900 شهيد و6 ألاف مصاب فيما أطلق عليها ” مصائد الموت ” وقالت أن القتلى من منتظري المساعدات لم يفعلوا شئ سوى محاولة الحصول على غذاء وهم على شفا المجاعة،وحذرت وزارة الصحة أيضا من بلوغ المجاعة في قطاع غزة مستويات كارثية غير مسبوقة والتي وصفتها بـ”حرب الإبادة الجماعية ” في الوقت الذي أعلن رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى غزة «منطقة مجاعة»
و قالت صحيفة «جارديان» البريطانية نقلًا عن مسئولين فى مجال الإغاثة إن خطط إسرائيل لإشرافها على توزيع المساعدات فى غزة ليست أخلاقية ولا عملية كونها تؤسس لنزوح جماعى دائم داخل القطاع المحاصر، فقد دفعت إسرائيل الغزيين إلى حافة المجاعة، ما يجعل مسألة إدخال المساعدات وتوزيعها محفوفة بالفوضى، فـالجوع كافر، والسلوكيات فى ظل الجوع قد تكون خارجة عن السيطرة
من الواضح أن” حرب التجويع” التي يمارسها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لها هدفان
الهدف الأول …وهو إجبار الفلسطينين على الخروج من غزة ومنع إعادة توطينهم فيها أو محاولتهم إعادة ترميم بيوتهم وجراحهم والخروج من غزة نهائيا والتهجير منها وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزه تدمير غزة وتهجير سكانها فغزة سيتم تفريغها بالكامل من سكانها علي مدي سنوات عن طريق التهجير إما القسري أو التهجير الطوعي ،وسيتم ذلك في صمت وبعيدا عن الإعلام فيما يطلق عليه ” الحرب الصامته”
وبقي الهدف الثاني والأهم من حرب التجويع وهو إيصال رسالة للفلسطينين بأنه ليس هناك مكان أمن للفلسطينيين في غزة وأنه عليهم إما التهجير الطوعي أو القتل بالسلاح او الموت من الجوع ومنع أي مؤسسه من مساعدة الفلسطينين تمهيدا لتهجير سكان غزة ومنعهم من البقاء في غزة لذلك قامت إسرائيل بحظر “الاونروا ” التي تساعدهم علي البقاء أحياء في القطاع و تمنع عنهم المساعدات الغذائية وتقصفهم في مراكز الايواء والخيام التي نزحوا إليها لينهكوا أكثر وأكثر ويقرروا الخروج من غزة و تدفعهم مرارا للنزوح نحو البحر ونحو الحدود ونحو الميناء ونحو المعابر للفرار من جحيم القصف الذي طال كل مكان وأصبح كل مكان في غزة غير أمن ومن جحيم الجوع .
لم تعد حرب غزة في نسختها الحالية معركة ضد حماس أو رهائن أو صواريخ ما يجري على الأرض يتجاوز كل العناوين الظاهرة، ليكشف عن هدف خفي وواضح هو تفريغ غزة من سكانها، فهذه ليست حربًا ضد تنظيم كما يصورونها لنا بل هي حرب تصفية لمنطقة كاملة، لإنهاء غزة ديموغرافيًا وجغرافيًا وتفريغها من سكانها وتهجيرهم خارج القطاع .
ما تقوم به إسرائيل الان هو تدمير ما تبقى من غزة فهذه الفرصة الذهبية لهم وستدفع سكان الشمال إلى مغادرته والنزوح وتجميع الغزيين في أماكن تسهل عليهم لاحقا الخروج طوعا من غزة على مراحل وسنوات ، فهناك لعبة أمريكية إسرائيليه لإيهام الشعب الفلسطيني أن إسرائيل لن تحتل غزة وانها لا تنوي تهجير الفلسطينيين، وذلك بإعادة السلطه الفلسطينية لتحل محل حماس في حكم غزة ،ولكن الحقيقيه غير ذلك غزة سوف يتم تسليمها لامريكا وسيتم تهجير الفلسطينيين بشكل طوعي وعلى مراحل وأصبحت الدول جاهزة لاستقبالهم، وتم فتح معابر التهجير .
الحرب الدائرة الآن بكل قسوتها ليست إلا واجهة لمشروع أخطر: تغيير وجه غزة إلى الأبد وتحويلها من أرض فلسطينية إلى بقعة متعددة الجنسيات تحت إدارة أمريكية جديدةوواقع جديد،
الخطة وإن لم يُصرّح بها علنًا تبدو جليّة: تفريغ القطاع من 2مليون ونصف فلسطيني. والضغط النفسي والمعيشي الهائل عبر حرب تجويع قاتله كفيلة بدفع عشرات الآلاف للهجرة إن فُتحت الأبواب أما من سيتبقى فسيُدار ضمن إطار أمني مشدد، أو تحت وصاية دولية
كما أن ترامب، العائد بقوة إلى المشهد السياسي الأمريكي، لن يتردد في مكافأة الدول التي تستقبل الغزيين: بإعفاءات مالية، دعم اقتصادي، وربما شطب ديون. وإن لم تفعل هذه الدول، فستفعل أمريكا بنفسها، فقد استوعبت من قبل عشرات الملايين من المهاجرين، ولن يعجزها استقبال 2 مليون غزي
وحيث أن مصر قد أدركت المخطط منذ بدايتة ولا تنوي فتح أبوابها للفلسطينين لمنع تهجيرهم لذلك تسعي أمريكا بالضغط عليها لفتح معبر رفح أو بتهجيرهم بطرق أخري مثل الميناء أو عبر المطارات أو معابر أخرى الي دول اخري مثل إندونيسيا وألبانيا وسوريا وليبيا ودول أفريقية واخري اوروبيه كما صرح ترامب
حيث قال الصحفي الاسرائيلي يانون ماجال : أن الجيش يعتزم هذه المرة إخلاء جميع سكان قطاع غزة إلى “مدينة إنسانية” جديدة سيتم إنشاؤهاعلي الحدود المصرية للإقامة الطويلة وسيتم تحديدها، وسيتم أولاً فحص أي شخص يدخل إليها للتأكد من أنه ليس إرهابياً وأي شخص يبقى خارج المدينة الإنسانية سيتم (إعتقاله أو قتله) فيما أشبه ب
” معسكرات إعتقال “كبيرة علي غرار ما فعلته إيطاليا مع ليبيا إبان إحتلالها وهذه الخطة مدعومة من الولايات المتحدة ، وستسلم إسرائيل بعدها قطاع غزة الي امريكا بعد تدميرة مع عدة دول أخري تحت مسمى حفظ السلام وإعادة الإعمار ولكن الحقيقة أنها ستكون إمارة أمريكية وقاعدة عسكرية بكل المواصفات
وما قاله إيتمار بن غفير وزير أمن الكيان المتطرف من أنه يجب تشجيع الهجرة الطوعية من غزة وإنهاء مشكلة القطاع للأبد، يدل علي أن إسرائيل ماضية في مخططها بتهجير الفلسطينيين وتفريغ القطاع وما شهدته الأسابيع الأخيرة من هجمات إسرائيلية عنيفة على مناطق مختلفة بقطاع غزة وقتل للفلسطينيين عند مراكز المساعدات فيما اطلق عليها
” مصائد الموت ” مع صدور أوامر إخلاء فورية للسكان يدل أن المخطط مازال قائما ولكن في صمت
ثم تبدأ الخطه الثانيه من حرب غزة وهي الأهم والأخطر والتي تسمي التهجير الصامت أو “الحرب الصامتة ” وستكون مغلفة بالمساعدات الإنسانية لأخفاء هدفها الاساسي وهو “التهجير الطوعي” وتفريغ غزه من سكانها وستكون هذه الحرب بعيده عن الإعلام وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزة وسيجبر فيها الفلسطينيون بصمت وبعيدا عن الإعلام على “التهجير الطوعي” بعد تدمير كل مرافق الحياة في غزه والتي تحتاج الي ما لا يقل عن 10 سنوات لأعمارها وقد بدأت أولي مراحل هذة الخطة بتهجير أكثر من ٢٠٠ ألف فلسطيني إلي ليبيا سرا في دفعة أولي ضمن عدة دفعات ليصل العدد الإجمالي الي مليون فلسطيني يتم توطينهم في ليبيا بالاتفاق مع حكومة الدبيبه مقابل الافراج عن الأموال المجمدة للقذافي في بنوك أمريكا واوروبا
وقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن وكالة خاصة من أجل “الهجرة الطوعية” للغزيين سيتم إنشاؤها، مع إبداء إسرائيل التزامها بالمقترح الأميركي بالسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكانه وأمر كاتس الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الماضي بإعداد خطة تسمح بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة، مرحّبا بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي “يمكن أن توفّر فرصا واسعة لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة، وتساعدهم على الاندماج بشكل مثالي في دول الاستضافة، وأن تسهل كذلك التقدم في برامج إعادة الإعمار لغزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات
أمريكا وإسرائيل تخطط لتكون غزة خالية من الفلسطينيين بصمت عبر التهجير الطوعي وبعد سنوات فيما يطلق عليها «الحرب الصامتة» وتهيئتها لتكون قاعدة عسكرية لأمريكا فى الشرق الأوسط وهذه أخطر مرحلة وقد صرح وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو ” أن قطاع غزة شر يجب القضاء علية وأن الحكومة الإسرائيلية تدفع باتجاه محو غزة، وأنه في نهاية المطاف ستكون غزة كلها يهودية ”
“حرب التجويع” هذه قد تكون المرحلة الأخيرة من مخطط التهجير ونهاية حرب غزة حيث من الواضح انه تم الاتفاق بين ترامب ونتنياهو على إنهاء الحرب في غزة وترتيب أوضاع السكان عبر تهجير طوعي صامت و هناك ترتيبات دقيقة لشكل غزة بعد الحرب، بما في ذلك الدول التي ستشارك في ضبط الأمن وإدارة السكان داخل القطاع، ولن يكون هناك حكم فلسطينى فى غزة وإنما مرحلة انتقالية تستخدم فيها السلطة الفلسطينية للمساعدة فى إدارة السكان بشكل مؤقت، هذا هو المخطط، فهدف هذه الحرب هو إنهاء الوجود الفلسطينى فى غزة وإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية وهيمنة إسرائيل بالمطلق على الضفة الغربية.”