عاجل

الحشيش حلال!”.. فتوى دينية تثير ضجة واسعة في مصر وردودا رسمية
وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني نجل فيروز عن عمر ناهز 69 عاما
غزة.. 100 غارة إسرائيلية ومقتل 25 فلسطينيا
مصاب أليم”.. المرشد الإيراني مخاطبا شعبه في ذكرى أربعين
# قبلة المساء
# 📖 كتاب “قوة الثقة بالنفس” للمؤلف براين ترايسي ✍️
مسؤول مصري يرد على مطالب اقتحام معبر رفح بالقوة: “مين يقدر يقول لأ لأمريكا”؟!
# عجائب عبدالقدوس …. كيف عاقبت جدتي حاكم مصر ؟؟؟
هيئة البث الإسرائيلية: الجيش أتلف أكثر من 1000 شاحنة من المساعدات الإنسانية المخصصة لسكان غزة
الموعد والقنوات الناقلة لمواجهة ليفربول ضد ميلان
ترامب يحارب قضاة أمريكا من أجل محامية عربية
خطوة تاريخية”.. مصر تعلق على قرار ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية
هيفاء وهبي وإليسا تخطفان الأنظار في جدة وتتألقان بإطلالتين لافتتين
هل تلحق صواريخ NASAMS المصرية الضرر بإسرائيل حال نشرها في سيناء؟.. الإعلام العبري يجيب
ترامب يقول إن حماس لا تريد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإسرائيل “تدرس خيارات بديلة

# عجائب عبدالقدوس …. كيف عاقبت جدتي حاكم مصر ؟؟؟

كتب د / حسن اللبان

كيف عاقبت جدتي حاكم مصر ؟؟؟
عجائب عبدالقدوس

بالتأكيد عنواني هذا أثار دهشتك وربما سخريتك أيضاً.
وقد تقول لي يا أستاذ أصح وفوق .. وبلاش أوهام ولا خيالات ، فالحاكم هو من يعاقب من لا يرضى عنه ، وعنده كل السلطات للعقاب ، وجدتك مهماً بلغت مكانتها فهي لا حول لها ولا قوة ..
ولا يعقل أبدا أن يعاقب رأس السلطة في بلادنا .. فهذا كلام لا يقبله منطق ولا عقل !

ومن فضلك أصبر شوية وأقرأ مقالي إلى نهايته وستجد أن العنوان واقعي وصح تماماً وفي محله ..
ويا سلام على جدتي العظيمة “روزاليوسف”: ست بمليون راجل !!

والواقعة قديمة ونادرة الحدوث ولم يسبق لها مثيل من قبل ولا من بعد ..
وتاريخها يعود إلى عام ١٩٥٤ .. وتحديداً في الفترة الواقعة من شهر مارس وحتى يوليو .. يعني أربعة أشهر .. كان خلالها أبي الحبيب في السجن الحربي !!

ووالدي “إحسان عبدالقدوس” رحمه الله كان قريبا جداً في بدايات ثورة يوليو من قادتها خاصة “عبدالناصر” و”السادات” ، وربنا يرحم الجميع.

ويكفي أن تعلم أنه الوحيد المدني الذي تم استدعاؤه إلى مقر قيادة الجيش صباح الأربعاء ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ بعد استيلاء الضباط الأحرار على مقر القيادة ونجاح الإنقلاب الذي قاموا به .. وهو الذي أقترح عليهم إسم “علي ماهر” باشا رئيساً جديداً للوزراء باعتباره رجل الأزمات .. وبالفعل أخذوا بأقتراحه .. وبعد أشهر قليلة من الثورة بدأت الأمور تتطور إلى الأسوأ .. وتم فرض الرقابة على الصحف ، وإعتقال العديد من الشخصيات العامة والسياسيين القدامى .. وإصدار قرارات مفاجأة من شأنها تغيير مسار البلاد .. وأصيب والدي بخيبة أمل وصبر على ذلك ، لكن في شهر مارس عام ١٩٥٤ كتب مقالا ناريا في مجلة “روزاليوسف” التي يتولى رئاستها تحت عنوان “الجمعية السرية تحكم مصر” .. وخلاصتها أن الثوار مازالوا يتصرفون وكأنهم لم يصلوا بعد إلى الحكم .. تحكمهم عقلية الجمعية السرية التي تقوم على الكتمان واتخاذ قرارات مفاجأة دون مشاورة أحد والبطش بالخصوم !!

وكان لهذا الكلام دوي كالقنبلة في الأوساط الصحفية والسياسية والرأي العام خاصة أنه صادر من كاتب كان حتى وقت قريب من أقرب المقربين إلى حركة الضباط الأحرار ..
وتم إعتقاله بأمر من “عبدالناصر” وإيداعه السجن الحربي.

وهنا نأت إلى لب الموضوع .. أو بيت القصيد وهو موقف جدتي “روزاليوسف” .. كيف كان رد فعلها وهي تشاهد أبنها وراء الشمس ؟؟
لم تسكت السيدة العظيمة لما جرى لفلذة كبدها .. قررت رد الصاع صاعين .. لكن كيف ؟؟ وكان أمامها عدة اختيارات:

كتابة مقال تحتج فيه على القبض على ولدها .. والمقال لن يرى النور بالتأكيد .. لأن الرقابة لها بالمرصاد.

ترك مساحات بيضاء .. في المجلة إحتجاجا وهذا لن يسمح به الرقيب !

إغلاق المجلة مؤقتاً حتى يعود رئيس التحرير ولدها إلى عمله من جديد ، وهي شخصياً رفضت هذا الإقتراح ..
وقالت: إغلاق المجلة خلال تاريخها الطويل لفترات متقطعة كان إما بسبب الحكومة أو أن المجلة أفلست بسبب الحرب الضروس التي كانت تشن عليها خلال العهد الملكي .. ولن تغلق أبدا بقرار إختياري من صاحبتها مهماً كانت قسوة الظروف.

ولم يبق إلا الحل الرابع لرد الصفعة .. وياله من إختيار لم يسبقه إليها أحد .. كانت المجلة وقتها في قمتها رقم واحد في مصر .. وأصدرت “روزاليوسف” جدتي العظيمة تعليماتها إلى القائمين عليها في غيبة أبنها رئيس التحرير: ممنوع نشر أي خبر عن أعضاء مجلس قيادة الثورة حتى يتم الإفراج عن “إحسان” !!

وصدرت المجلة لمدة أسابيع ومفيش اي خبر عن الثورة ولا عن رجالها ، ولا كلمة عن “ناصر” ورفاقه من الضباط الأحرار .. وكأنهم لم يستولوا على السلطة ويطيحوا بالنظام الملكي.

الرقابة على الصحف عاجزة أمام هذا المشهد الفريد من نوعه .. لأن مهمتها حذف كل ما يسيئ إلى الثورة من أخبار ومقالات ، لكن ليس من وظيفتها نشر أخبار بالعافية في المجلة التي تقوم بالرقابة عليها ..

وبالطبع هذا الأمر ضايق جداً “ناصر” ورفاقه .. ولم يستطيعوا فعل شيء إزاءه .. أو إصدار أمر بوقف المجلة الشهيرة التي لا تنشر أخبارهم !!

واستمرت هذه المقاطعة المتعمدة حتى تم الإفراج عن الكاتب والصحفي الشهير حبيبي أبي وعاد إلى موقعه رئيساً للتحرير .. وعادت المجلة تنشر أخبار الثورة من جديد.

وهكذا يتأكد لك: أن عنوان مقالي صح وفي محله تماماً، اليس كذلك؟!

محمد عبدالقدوس

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية