بقلم / عصام أبو بكر
إسرائيل تنفذ الأن اخطر مرحلة من مراحل التهجير وهي ” حرب تجويع” ضد سكان غزة منذ قرر رئيس وزراء الاحتلال المجرم نتنياهو وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 2 مارس الماضي وذلك بهدف الضغط على حماس للموافقة على مقترح ويتكوف المبعوث الأمريكي للمنطقة بوقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن معتبرين أن أهمية ذلك القرار تكمن في الضغط علي حماس للقبول بالأتفاق .
فقد أعلنت “الأونروا ” أن معظم سكان غزة دخلوا المرحلة الخامسة وهي الأشد بمؤشر المجاعة في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الأطفال المتوفين بسبب الجوع إلى 71 طفل ، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة تسجيل 18 وفاة بسبب المجاعة في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وبلغت كارثة الجوع في قطاع غزة مستويات صعبة وباتت تحصد أرواح سكان القطاع بأعداد ملحوظة وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن واحد من كل 3 أشخاص في قطاع غزة لا يتناول الطعام لعدة أيام متواصلة، فضلا عن حشود من منتظري المساعدات بغزة تعرضت لإطلاق نار من دبابات إسرائيلية وقالت أن القتلى من منتظري المساعدات لم يفعلوا سوى محاولة الحصول على غذاء وهم على شفا المجاعة
و حذرت وزارة الصحة أيضا من بلوغ المجاعة في قطاع غزة مستويات كارثية غير مسبوقة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال الغذاء والدواء منذ أكثر من 4 أشهر.وشددت على أن منع دخول المساعدات تسبب بانهيار المنظومة الصحية ودفع الملايين نحو الجوع والموت البطيء.وأكدت أن أكثر من 2 مليون مواطن يعانون من الجوع القاتل، في ظل استمرار الحرب منذ 21 شهرا، والتي وصفها بـ”حرب الإبادة الجماعية، مناشدة المجتمع الدولي وكل الأطراف تسهيل إيصال المساعدات الغذائية للجائعين بغزة.
في حين أعلنت منظمة الأونروا في بيان لها أنها تتلقى رسائل يأس عن المجاعة من قطاع غزة بما في ذلك من زملائها، مشددة على ضرورة رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بأمان وعلى نطاق واسع إلى قطاع غزة وطالبت برفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بأمان وعلى نطاق واسع إلى قطاع غزة وقالت أن الطعام متوفر على بُعد بضع كيلومترات فقط وأن الأونروا وحدها لديها مخزون كاف خارج غزة لتغطية احتياجات جميع السكان للأشهر الثلاثة القادمة حيث لم يُسمح لنا بإدخال أي مساعدات منذ تاريخ 2 مارس الماضي واختتمت مؤكدة أن “اللامبالاة تواطؤ… وتفقدنا إنسانيتنا”.
في حين حذرت منظمات دولية من خطر المجاعة وما تفعلة إسرائيل من ما أسمته” حرب التجويع ” في غزة إذا إستمر قطع الإمدادات عن غزة خاصة وأن غالبية السكان في غزة يعيشون علي الإمدادات الغذائية من خارج القطاع بعد تدميره وإنهاء كل سبل العيش به ، وتساءلت المنظمات ماذا سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعاً ؟؟ في حين صرح المكتب الإعلامي بغزة أن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلي غزة جريمة حرب و يعني فعليا “حرب تجويع “على أهالي غزة الذين يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى، غزة «منطقة مجاعة» في الوقت الذي يشهد القطاع أزمة غذاء حادة ونقصًا فى الدواء، ما أجبر منظمات الإغاثة، على غرار «وورلد سنترال كيتشن»، على وقف أعمالها.ودعا مصطفى المنظومة الأممية بكاملها إلى أن «تُفعل آلياتها فورًا، وأن تتعامل مع غزة كمنطقة مجاعة، بما يستتبع ذلك من تدخل دولى عاجل، ورفع فورى لكل القيود التى تمنع الإغاثة»،
المكتب الإعلامى بغزة بدوره صرح بأن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يعنى فعليًا «حرب تجويع» على أهالى غزة الذين يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية، وأن أكثر من مليونى نازح فى قطاع غزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض .
من جانبها أصدرت الأمم المتحدة تحذيرًا شديدًا بشأن التدهور السريع للوضع الإنسانى فى غزة، مشيرة إلى أن أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون ويتعرضون للقصف والتجويع يوميًا، فى حين أن إمدادات الغذاء والدواء والوقود والخيام تتكدس عند معابر القطاع منذ أكثر من 4 شهور .
وكالة غوث اللاجئين «أونروا»، التى تم حظرها فى إسرائيل قالت إن أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون فى غزة ويتعرضون للقصف والتجويع يوميًا، وإمدادات الغذاء والدواء والوقود والخيام تتكدس عند معابر القطاع منذ اكثر من 140 يوما ، وكشفت «أونروا» عن تدمير جيش الاحتلال نحو أكثر من 200 مدرسة ومركز للإيواء، كليًا أو جزئيًا
يأتي كل هذا فى الوقت الذى يصرّح فيه الكيان الإسرائيلي بل يكذب بأنه يسعي لإدخال المساعدات دون أن تصل إلى عناصر حماس لكنه يعلم جيدًا أن السيطرة على التوزيع ستكون شبه مستحيلة، خصوصًا فى ظل واقع إنسانى مأساوى بهذا الشكل.
وحسب قراءتى فإن الشارع الغزّى المنهك لن يسمح لأى جهة بالهيمنة على المساعدات، وما سنراه قريبًا قد يكون صادمًا، مشاهد تُجسّد فوضى الجوع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، من هنا، يصبح وجود دور حقيقى وفعّال للمؤسسات الدولية أمرًا حتميًا، وإلا فإن مشاهد توزيع المساعدات ستتحوّل إلى «هجوم سيبرانى بشرى» بين أطراف النهب والتنازع، فى مشهد قد يفوق التوقعات.
من الواضح أن حرب التجويع التي يمارسها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لها هدفان
الهدف الأول …وهو إجبار الفلسطينين على الخروج من غزة ومنع إعادة توطينهم فيها أو محاولتهم إعادة ترميم بيوتهم وجراحهم والخروج من غزة نهائيا والتهجير منها وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزه تدمير غزة وتهجير سكانها فغزة سيتم تفريغها بالكامل من سكانها علي مدي سنوات عن طريق التهجير إما القسري أو الطوعي ،وسيتم ذلك في صمت وبعيدا عن الإعلام فيما يطلق عليه ” الحرب الصامته”
فغزة الان أصبحت مكان غير صالح للعيش و أكثر من ٨٠ بالمائه من بيوت غزه قد دمرت بالكامل وأحياء سكنية أزيلت عن بكرة أبيها ومدن بكاملها تم محوها وأسر بكاملها قد تم محوها من السجل المدني وأصبحت غزة غير صالحه للعيش فيها.
وبقي الهدف الثاني والأهم من حرب التجويع وهو إيصال رسالة للفلسطينين بأنه ليس هناك مكان أمن للفلسطينيين في غزة وأنه عليهم إما التهجير أو القتل بالسلاح او الموت من الجوع ومنع أي مؤسسه من مساعدة الفلسطينين تمهيدا لتهجير سكان غزة ومنعهم من البقاء في غزة لذلك قامت إسرائيل بحظر “الاونروا ” التي تساعدهم علي البقاء أحياء في القطاع و تمنع عنهم المساعدات الغذائية وتقصفهم في مراكز الايواء والخيام التي نزحوا إليها لينهكوا أكثر وأكثر ويقرروا الخروج من غزة و تدفعهم مرارا للنزوح نحو البحر ونحو الحدود ونحو الميناء ونحو المعابر للفرار من جحيم القصف الذي طال كل مكان وأصبح كل مكان في غزة غير أمن ومن جحيم الجوع .
وتخطط أمريكا وإسرائيل لتكون غزة خالية من الفلسطينيين بصمت وبعد سنوات فيما يطلق عليها “الحرب الصامته” وتهيئتها لتكون قاعدة عسكرية لأمريكا في الشرق الأوسط وهذه أخطر مرحله،ولن يكون هناك حكم فلسطيني في غزة وانما مرحلة انتقالية تستخدم فيها السلطة الفلسطينية للمساعدة في إدارة السكان بشكل مؤقت، هذا هو المخطط فهدف هذه الحرب هو إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة وانهاء فكرة الدولة الفلسطينية وهيمنة اسرائيل بالمطلق على الضفة الغربية
لكن حرب التجويع هذه قد تكون بداية النهاية لحرب غزة حيث من الواضح انه تم الاتفاق بين ترامب ونتنياهو على إنهاء الحرب في غزة وترتيب أوضاع السكان عبر تهجير طوعي صامت و هناك ترتيبات دقيقة لشكل غزة بعد الحرب، بما في ذلك الدول التي ستشارك في ضبط الأمن وإدارة السكان داخل القطاع.
وغالبا ستدخل قوات أمريكية، أوروبية، عربية، إلى جانب بعض الأجهزة الأمنية الفلسطينية دون وجود للسلطة الفلسطينية دوراتي إدارة القطاع وذلك للمساعدة في توزيع المساعدات وإدارة شؤون السكان، بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. مع دور محوري للمؤسسات الاقتصادية الفلسطينية
لن يُمنَح الغزيون فرصة حقيقية. لإعادة التوطين داخل القطاع أو التحرك بحرية. وغالبا سيتم تجميع السكان في مناطق محددة، مع فتح معابر برية جديدة، وربما ممر بحري ومطار صغير مؤقت، لتسهيل مغادرة من يرغب.بالإضافة إلى فتح إسرائيل لمعابرها لتسريع وتسهيل ذلك
والدول التي ستستقبل سكان غزة ستكون متفقة مع أمريكا وإسرائيل وستحصل على امتيازات مقابل ذلك.وهكذا، سيُشتَّت الغزيون في أنحاء العالم، دون فرصة للعودة.في النهاية، ستتحوّل غزة إلى «هدية إسرائيل لأمريكا»: