كتبت / سلوى لطفي
أظهرت دراسات حديثة أن البطيخ لا يقتصر دوره على كونه وجبة خفيفة منعشة في الصيف، بل قد يكون له فوائد ملموسة لصحة القلب وتحسين القيمة الغذائية بشكل عام.

ففي مفاجأة علمية، كشفت الدراسات عن أن هذه الفاكهة الحمراء تخفي في تركيبها كنزا من المركبات الغذائية التي يمكن أن تلعب دورا مهما في تعزيز صحة القلب والشرايين.
وتظهر الدراسات الحديثة التي أجريت في الولايات المتحدة أن الأشخاص الذين يحرصون على تناول البطيخ بانتظام يتمتعون بنظام غذائي أكثر توازنا وجودة، حيث تبين أنهم يحصلون على كميات أكبر من الألياف الغذائية والفيتامينات الأساسية مثل فيتامين C وفيتامين A، بالإضافة إلى المعادن المهمة كالمغنيسيوم والبوتاسيوم.
والأكثر إثارة أن هؤلاء الأشخاص كانوا يتناولون كميات أقل من السكريات المضافة والدهون المشبعة، ما يشير إلى أن إدراج البطيخ في النظام الغذائي قد يساعد بشكل غير مباشر في تحسين الخيارات الغذائية بشكل عام.
ولكن الفوائد لا تقتصر على ذلك. فقد كشفت دراسة سريرية أجرتها جامعة لويزيانا على 18 شابا وشابة أصحاء، عن نتائج مذهلة تتعلق بتأثير البطيخ على صحة القلب والأوعية الدموية. حيث أظهرت الأبحاث أن المركبات الطبيعية الموجودة في البطيخ، وخاصة مادتي L-citrulline وL-arginine، يمكن أن تساعد في الحفاظ على وظائف الأوعية الدموية حتى في حالات ارتفاع مستويات السكر في الدم. وهذه المركبات تعمل على تعزيز إنتاج أكسيد النيتريك في الجسم، الذي يلعب دورا حيويا في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على مرونة الشرايين.
ولا يمكن إغفال دور البطيخ كمصدر غني بمضادات الأكسدة القوية مثل الليكوبين، الذي يعطي البطيخ لونه الأحمر المميز. وهذه المضادات للأكسدة تساعد في محاربة الإجهاد التأكسدي الذي يلعب دورا رئيسيا في العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي عالم يعاني فيه الكثيرون من نقص في استهلاك الفواكه الموصى بها يوميا، يبرز البطيخ كحل عملي ولذيذ. فبالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية، يتميز البطيخ بانخفاض سعراته الحرارية (فقط 80 سعرة حرارية لكل كوبين) ومحتواه المائي المرتفع (92%) ما يجعله خيارا مثاليا للترطيب وتجنب الجفاف.
والأهم من ذلك، أن توفر البطيخ على مدار العام بفضل تنوع المناخات المنتجة له حول العالم، يجعله خيارا عمليا يمكن إدراجه بسهولة في النظام الغذائي اليومي في أي فصل كان. وهذه الخصائص الفريدة تجعل من البطيخ ليس مجرد فاكهة منعشة، بل مكونا غذائيا ذكيا يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة وجودة الحياة