كتب / على حسن
تداول التونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا صورا ومقاطع فيديو مفبركة تثير مخاوف من احتمال وقوع تسونامي بسبب الارتفاع غير المسبوق في درجات حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط. لشرح الظاهرة وأثرها المحتمل على البيئة بشكل علمي حاورت فرانس24 الأستاذ عامر بَحبَة، أستاذ مبرز، وخبير في الطقس وباحث في المخاطر الطبيعية.


انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في تونس، في الأيام الأخيرة، العديد من الإشاعات حول احتمال وقوع تسونامي في البحر الأبيض المتوسط، وذلك بسبب الارتفاع غير المسبوق في درجات حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط. وترافق ذلك مع تداول مقاطع فيديو مفبركة تُظهر أمواجا ضخمة، ما أثار حالة من القلق لدى المواطنين وأدى إلى شبه خلوّ الشواطئ، حسب ما تظهره الصور المتداولة.
لفهم ما يحدث بشكل علمي وتسليط الضوء على التأثيرات المحتملة للظاهرة، حاورت فرانس24 الأستاذ عامر بَحبَة، أستاذ مبرز، وخبير في الطقس وباحث في المخاطر الطبيعية
هل هناك فعلا خطر حقيقي من حدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط نتيجة ارتفاع درجات حرارة المياه؟
يجب أن نوضح أمرا أساسيا هنا: ارتفاع حرارة مياه البحر لا يمكن أن يتسبب في حدوث تسونامي. هذه إشاعة لا تستند إلى أي أساس علمي. التسونامي لا علاقة له بالمناخ أو بدرجات حرارة الماء، بل هو ظاهرة جيولوجية ناتجة أساسا عن زلازل قوية تقع تحت قاع البحر.
يعني، لكي يحدث تسونامي، لا بد من زلزال قوي، عادة بقوة لا تقل عن 7 درجات على سلم ريختر، ويجب أن يقع تحت البحر، لأن الطاقة الناتجة عن الزلزال تُحرّك كميات هائلة من الماء، مما يولد تلك الموجات العنيفة.
الحرارة المرتفعة في البحر، مثل ما نراه اليوم في المتوسط، هي ظاهرة مناخية، وقد تكون مقلقة من حيث تأثيرها على النظم البيئية أو الطقس، لكنها لا يمكن أن تولّد تسونامي.