عاجل

مخاطر الاستحمام بالماء البارد في الطقس الحار
تعديل وزاري مرتقب في مصر
ترامب يدرس تعويض إيران ببرنامج نووي سلمي في فوردو بـ30 مليار دولار يدفعها الخليجيون
أكبر قواعد واشنطن بالشرق الأوسط: العديد… استثمار قطري ونفوذ أمريكي في الخليج
هبوط اضطراري في القاهرة.. وفاة قائد طائرة سعودية أثناء رحلة من جدة إلى لندن
تحطمت أسطورة إيران التي لا تقهر.. ما عليك معرفته الآن عمّا قد يحصل
مصر تعلن اقتراب الاكتفاء الذاتي من السكر بعد إنتاج غير مسبوق
الفنانة لبلبة ترد على صورتها مع عادل إمام 
إسرائيل تستعد لإطلاق سراح “الوشق المصري” بعد مهاجمة الجنود على الحدود
من ستحارب إسرائيل في الحلقة القادمة؟
فرنسا تعلن أنها ساعدت إسرائيل بالتصدي للمسيرات الإيرانية
خامنئي يشيد بـ”انتصار” بلاده على إسرائيل في أول كلمة إلى الشعب الإيراني بعد الحرب
مصر تعلن بدء استخراج الغاز من سلسلة آبار ضخمة
ابتكار ثوري منقذ للأرواح.. علماء يخترعون نظاما يجعل الدم “غير مرئي” أثناء الجراحة
اتهام الفنان أحمد السقا بضرب طليقته

من ستحارب إسرائيل في الحلقة القادمة؟

كتب د / حسن اللبان

يحتفل جميع أطراف الصراع، إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، بالنصر المبين في الحرب. إلا أن الأغرب من ذلك أن للجميع الحق في ذلك، فقد انتصر الجميع لكنهم انتصروا وهزموا في آن واحد.

من ستحارب إسرائيل في الحلقة القادمة؟

هي انتصارات مهزومة مرّة.

بالقطع تكبدت إيران خسائر فادحة، فخسرت جزءا كبيرا من برنامجها النووي على أقل تقدير، وتوقفت في الوقت الذي لم تتمكن فيه من الوصول إلى الحد الذي يصبح فيه الضرر غير محتمل بالنسبة لإسرائيل ويؤدي إلى وقف هجومها. أكدت إسرائيل تفوقها العسكري، وأصبحت على يقين من قدرتها على فعل ما تشاء دون عواقب وخيمة، وبهذا المعنى فقد انتصرت إسرائيل.

أهداف وتوقعات الحرب الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية

في المقابل، فشلت إسرائيل في تحقيق ليس فقط الأهداف المعلنة (إذا يستحيل التحقق الآن من تدمير البرنامج النووي الإيراني)، وإنما أيضا تحقيق الأهداف الحقيقية الخفية: تغيير النظام الإيراني مع احتمال نشوب حرب أهلية وانهيار البلاد بعد ذلك. بهذا المعنى فقد انتصرت إيران أيضا.

انتصر ترامب هو الآخر، فقد حقق بمساعدة قصف المنشآت النووية الإيرانية وقف إطلاق النار وفتح بذلك أمامه الطريق إلى الترشح لجائزة نوبل للسلام، لكنه قد يحصل عليها على خلفية جولة جديدة من الحرب بعد فترة.

علاوة على ذلك، فإن نقطة النهاية في برنامج ترامب، والخطوة الأولى والمهمة في الحرب الأمريكية الصينية، بإغلاق مضيق هرمز إثر حرب واسعة النطاق مع إيران، تعثرت في بدايتها ولم تعد قابلة للتحقيق الآن. في هذا الصدد، ما حدث كان انتصارا تكتيكيا على خلفية فشل الخطط الاستراتيجية.

على أية حال، فعندما نتحدث عن كل هذه الانتصارات المهزومة أو الهزائم المنتصرة، لا يجب أن ننسى “ولكن!” كبيرة: فكل هذه النتائج يمكن أن تلغى قريبا، فلا شيء محدد، وكل شيء مؤقت.

إسرائيل لا زالت تحتفظ بحرية المناورة، ولديها القدرة على الانتقال من هدف إلى آخر، والعودة مرارا وتكرارا إلى أي منها، بتركيز جميع قواتها على أحد الاتجاهات. في الوقت نفسه، لا يوجد ما يمنع إسرائيل والولايات المتحدة من استئناف الضربات ضد إيران في أي لحظة.

حرب الـ 12 يوما بين إيران وإسرائيل ليست سوى حلقة واحدة من مسلسل أكبر في حرب إسرائيل الإقليمية الأوسع، وفي هذا الصدد، من السابق لأوانه وضع حد لها دون خسارة أحد الطرفين. علاوة على ذلك، فإن المعارك التي اندلعت بالفعل في غزة ولبنان وسوريا، والآن في إيران، ليست هي الأخرى سوى الحلقات الأولى ليس فقط من مسلسل الحرب الأوسع، وإنما من مسلسل العمليات في كل من هذه الاتجاهات. ويستعد الطرفان في كل منها لمواصلة الأعمال العسكرية، وستستأنف بالتأكيد خلال الأشهر المقبلة.

أسباب داخلية تدفع ترامب للحرب مع إيران

في كل الأحوال، ستكون حرب الشرق الأوسط طويلة، ومن غير المرجح أن تنتهي قبل انتهاء الحرب الصينية الأمريكية، التي ستكون بمثابة الحلقة الختامية في مسلسل الحروب التي بدأت، والتي سيعلن فيها عن نهاية العالم القديم.

لا زال لدى إسرائيل فرصة لمواصلة زعزعة استقرار الوضع الداخلي في إيران دون اتخاذ إجراء مباشر ضدها. فتدمير “حزب الله” أو تهجير الفلسطينيين من غزة، من دون رد فعل إيراني، سيلحق ضررا بسمعة طهران واستقرارها، لا يقل عن الضرر الذي سببه قصف البنية التحتية النووية أو اغتيال كبار قادة وعلماء النظام. وتعد هذه الأعمال بحد ذاتها استفزازا ملفتا، يجبر إيران على دخول الحرب تحت وطأة التهديد بفقدان ماء الوجه، ما يضمن تلقائيا دعم إسرائيل في واشنطن. في الوقت نفسه، لا يوجد ما يمنع إسرائيل من استئناف الحرب مع إيران في الوقت المناسب لها، سواء أوجدت لذلك ذريعة أو بلا سبب.

وبشكل عام، هناك إجماع معين في إسرائيل بشأن هذه الحرب الكبرى، ويمكن لنتنياهو أن يبقى طافيا لفترة طويلة باستغلال هذه الحرب الإقليمية الكبرى.

في هذا الصدد، من المنطقي أن نتوقع تصعيدا آخر في اتجاه آخر. كما أنني لا أتحدث عن انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، لأن الأهداف السياسية الرئيسية للطرفين لم تتحقق. من الواضح أنه على الرغم من كل الأضرار، لم ينته البرنامج النووي الإيراني، وفي ظل الانهيار المتزايد للغرب، لا تستطيع إسرائيل أن تترك محاولات تدمير إيران للأجيال القادمة.

فأمام إسرائيل نافذة تاريخية قصيرة، وربما تكون الأخيرة، لحل مشكلتها الأمنية لأجيال قادمة. ولا أعتقد أن نتنياهو أو أي خليفة سيضيع فرصة اغتنام هذه الفرصة.

استنادا لما سبق، أتوقع تصعيدا في أحد الاتجاهات: محاولة من جانب إسرائيل لتكثيف عمليات ترحيل الفلسطينيين من غزة، ومحاولة الوصول إلى الحدود الشمالية للبنان، والقضاء على “حزب الله”، واستمرار الاستفزازات ضد إيران نفسها، بما في ذلك احتمال اغتيال القيادة الإيرانية. ولكن، وكما هو الحال دائما، سيحدث كل شيء فجأة، وعلى نحو غير متوقع.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية