بقلم /خالد ابراهيم
في حياة كل واحد منّا شخص… دايمًا بيسمع، دايمًا بيواسي، دايمًا موجود.
اللي لما الدنيا تضيق على الكل، هو الوحيد اللي تلاقيه.
اللي بيلمّ الشظايا، ويلمّ الوجع، ويوزع دفء من مخزون قلبه…
من غير ما يطلب شكر، ولا حتى كلمة: “وإنت عامل إيه؟”
أنا كنت الشخص ده… ولسه.
كنت دايمًا هناك، واقف كأنى جدار صلب…
يتسند عليه الكل،
ويحكي له الكل،
ويبكي عنده الكل…
وأنا؟
أنا كنت بابتسم رغم الألم،
وبطبطب رغم الإنهاك،
وأقول جمل محفوظة عن الصبر والفرج…
رغم إني ما كنتش مصدقها وقتها.
كلهم شافوني بياع أمل…
بس ولا حد سألني: “إنت بتشتري أملك منين؟”
كلهم عرفوني “قوي”،
بس ولا حد لمح رعشة في صوتي وأنا بضحك علشانهم.
وعلشان كده… لما كنت أنا في الكسر،
اتصدمت إن نفس الأيدين اللي كنت بسندها…
مش موجودة تسندني.
وإن الكلام اللي كنت بقوله ليهم،
ماحدش قدر يقوله لي.
أنا مش حائط مبكى.
أنا مش موظف استقبال للوجع.
أنا إنسان.
عندي حق أزعل… وأتكسر… وأطلب حضن.
عندي حق أقول “مش قادر”، من غير ما أكون أناني.
عندي حق أعيش لنفسي شوية،
مش أنانية، لكن لإنقاذ روحي اللي نسيتها سنين.
مش هفضل أوزّع الدفء وأرجع بردان،
ولا أفتح قلبي كبيت للكل… وأنا نايم على الباب.
من النهاردة…
هبدأ أحب نفسي أكتر،
هبدأ أسمع لنفسي زى ما كنت بسمع للناس،
وهفهم إن اللي ماحسش بوجعي،
ما يستاهلش يشاركني راحتي.
أنا مش حائط مبكى…
أنا إنسان، محتاج يسمع كلمة: “إنت مش لوحدك.”