بقلم الكاتبة الجزائرية / يامنة بن راضي
في بحيرة راكدة من الإحباط العربي من واقع أسود مهين فرضه الإستكبار الصهيوأمريكي، ترمي إيران العديد من حصى التحدي و القوة ضد الكيان الصهيوني المجرم، الذي ما فتيء يحلق في مدارات جنونه الإرهابي إزاء كل ما يمت بصلة للمسلمين والعرب، وعلى الرغم من أن بلاد فارس تلقت ضربات موجعة من هذا الكيان المسخ حين فتك بعقلها المدبر، وقتل علماء النووي لديها وبعضا من عناصر قوتها العسكرية، الا أنها تمكنت بجدارة من تقريع سياط المسؤولية على أحفاد قتلة الأنبياء المغتصبين من خلال صواريخها المدمرة التي أربكت الكيان وأخلطت حساباته وحسابات عرابته أمريكا المنبوذة من شعبها وسائر شعوب العالم، ولأن الضربة التي لا تقتلك تقويك كما يقال استفاقت إيران من صدمتها ولقنت العدوان الصهيوني الجبان درسا قاسيا اختلط فيه الدمار بالدموع والوجل ..الأمر الذي لامس وجداننا وأثار نشوتنا واعتزازنا كشعوب مسلمة وعربية تتجرع مرارة القهر اليومي على تلك الإبادة الشنيعة التي يمارسها الصهاينة في حق بعض قومنا من أهل غزة ..
يقول الباريء عز وجل في محكم تنزيله :” ان تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون”، وهي لعمري محز الحقيقة إذ تألم الصهاينة كثيرا بل ذاقوا وشربوا من نفس كأس المعاناة والقهر التي لا طالما سقوا بها الشعب الفلسطيني الأعزل، بعد أن قهرهم أحفاد فارس قهرا عظيما لم نعشه منذ 1948 كما يرى الكثير من الخبراء..
ولعلي لا أبالغ عندما أقول أن كل مواطن مسلم وكل مواطن عربي على هذه البسيطة غالبته نشوة عارمة وهو يرى بأم عينيه كيف انهارت عصابات الاحتلال الصهيوني وقطعانهم البشرية الذين ولجوا الارض الفلسطينة عراة عراة تملؤهم القذارة ..تلك الفرحة الممزوجة بكثير من العزة بتلك الندية التي تعامل بها هذا البلد الاسلامي الكبير و المهم اقليميا واقتصاديا مع الكيان الصهيوني المتجبر الذي سلط و مازال يسلط كل عوامل الفناء على أهل فلسطين أصحاب الحق والأرض المقهورين، لذلك أثلج هذا التحدي الفارسي الشجاع صدورنا كثيرا……….
ركبت إيران صهوة جواد الردع المستحق للكيان المجرم والذي كان السبب الرئيسي في حصارها وعقابها بحجة برنامجها النووي، هذا العدو الذي يتدفق حقدا ضد المسلمين والعرب وما مأساة غزة هاشم الا دليل واقعي على ذاك الحمد الدفين، والذي يحاول اضرامه في البيت الفارسي هذه المرة في خطة محبوكة أعدت سلفا بمكر مع الحليف الأمريكي، لا جرم أن طهران تدرك جيدا ما يحاك ضدها في كواليس الخبث الغربي وهي التي اكتوت بالكثير من المزعجات جراء تآمرهم البغيض ..ومع ذلك وضعت نقاطا في غاية الأهمية على حروف ردة فعلها مع هؤلاء الخصوم ..فلا مجال للشك أن إيران اليوم يحسب لها الف حساب فصواريخ فتاح وسجيل في عملية الوعد الصادق ثلاثة، غيرت المعادلة في الشرق الأوسط ولدى القرار الرسمي الغربي ..
أخيرا يقول المثل الإيراني :” الصبر شجرة جذورها مرة و ثمارها شهية” ..ولقد صبرت إيران كثيرا على خطايا الغرب في حقها، بل ودفعت ثمنا باهضا لأنها رفضت الخنوع والتنازل عن احلامها في التطور ..ولا ريب أنها وبقوة إرادتها ستجني ثمارا شهية يانعة في نهاية المطاف، في حين لن يبق للكيان المغتصب الا الخيبة ليحصدها في أيامه المثخنة بالأوهام …