كتب / رضا اللبان
وفقا لموقع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي باللغة العربية، نستعرض أبرز محطات حياته، منذ طفولته إلى محاولة اغتياله، وغيرها من الأحداث، لنقدمها إليكم:
ولادته ونسبه وطفولته:
ولد آية الله علي الحسيني خامنئي عام 1939 في مدينة مشهد في عائلة عُلمائيَّة.
والده هو آية الله جواد، من المجتهدين وعلماء مشهد. كان يقيم الجماعة في “كوهرشاد” صباحا وفي مسجد بازار مشهد ظهرا ومساء لسنوات طويلة. وكان من المبلِّغين المعروفين. توفي في ذي القعدة 1406 هجري عن عمر ناهز الثالثة والتسعين عاما.
جدّه هو آية الله حسين خامنئي من علماء “آذربيجان”. كان يعيش في حيِّ خيابان بتبريز، ثم هاجر إلى النجف، وأقام هناك، واشتغل بالتدريس والبحث.
قضى علي الخامنئي فترة طفولته برعاية والده، الذي كان شديد الحرص على تربية أبنائه وتعليمهم، وفي كنف أمه، وعاش في عسرة وضيق شديدين.
قبل الثورة الإيرانية:
نهضت الحوزة العلمية بقم وثار مركز العلم والتقوى والجهاد سنة 1962 بنداء من الإمام الخميني ضد الشاه محمد رضا بهلوي. فكان العلماء والطلبة يوصلون نداءات وتوجيهات الإمام وسائر المراجع إلى أقصى مناطق إيران، وكانت إعلاناتهم تطبع وتوزع بمساندة القوى الشعبية، وانتقلت هذه الثورة إلى سائر الحوزات العلميَّة والمجاميع الدينية وأهمها حوزة مشهد.
كان للخامنئي دور بناء وكبير في هذا المجال. فإلى جانب نشاطاته في قمّ. وثّق علاقاته بالعلماء والطلبة في مشهد، وسعى -مستعينا بنشاط سائر علماء خراسان- في تجهيز طلبة العلوم الدينية بصورة أفضل.
بُعث سنة 1963 من قبل الإمام الخميني إلى مشهد لإيصال ثلاثة نداءات مصيرية حول شهر محرّم (الهجري) الّذي وقعت فيه انتفاضة 15 خرداد: النداء الأوّل كان موجها إلى العلماء والخطباء ورؤساء الهيئات الدينيّة حول التهجّم على إسرائيل وقضية الفيضيّة، والنداءان الثاني والثالث كانا إلى آية الله الراحل الميلاني وأحد علماء مشهد حول بدء الكفاح العلنيّ في السابع من محرّم.
كان في أثناء سفره ينقل إلى أبناء الشعب -في المدن الّتي يمرُّ بها في طريقه ومن على المنبر- جوانب من هذه النداءات.
قرر مع جمع من زملائه الملتزمين السفر إلى مختلف مدن المحافظة والبدء من اليوم السابع من محرّم تلك السنة -حسب البرنامج الّذي أعدّه الإمام- بشرح القضايا الراهنة والأوضاع السياسيّة والاجتماعيَّة وفاجعة الفيضيّة والخطط السرية للنظام.
استفاد الإمام الراحل والعلماء من محرّم تلك السنة على أفضل صورة، ووضعت البرامج لتبيين الأمور بشكل مجمل من الأوّل إلى السادس من محرّم، ثمّ البدء في اليوم السابع ببيان المطالب الرئيسيَّة والحقائق بكل صراحة للشعب “ليكشف عن وجه الشاه من تحت غطاء الإصلاحات”.
كان نصيب الخامنئي مدينة بيرجند التي كانت مركز قوّة للنظام وكانت تدعى إقطاعة أسد الله علم (رئيس الوزراء آنذاك).
ارتقى آية الله العظمى الخامنئيّ المنبر في بيرجند من اليوم الثالث من المحرّم، وأشعل فتيل الثورة وذلك ببيان القضيَّة لأبناء الشعب، وفي السابع من المحرم، حيث شارك جمع غفير في المجلس – بدأ ببيان لقضية الفيضيَّة، وفي صباح التاسع من محرّم، ارتقى المنبر وألقى خطابا حماسيا أقلق السلطات بشدّة حيث أسرعت إلى اعتقاله.
استمرت فترة الاعتقال هذه عشرة أيام. بعد إطلاق سراحه، اجتمع بزملائه من جديد ليتمّ تقييم الأحداث والنشاطات السابقة، فقرّروا أن يذهبوا إلى مختلف مدن البلاد مرّة أخرى “لفضح جرائم النظام وتوسيع رقعة الثورة”. اتّسعت هذه التحرّكات لتشمل أكثر المدن وبعض القرى “بصورة أرعبت النظام”، ولهذا “كانت ردّة فعل النظام بالمقابل عنيفة جدا”.
وقد صادف شهر رمضان (1963م) شهر بهمن وذكرى مرور عام على “الاستفتاء الشعبيّ المزوّر”. وكان الإمام الخميني محاصرا فلم يتمكّن من وضع برنامج لشهر رمضان. لكن رغم غياب الإمام إلاّ أنّ مراجع العلماء وبالخصوص طلبة الإمام المقرّبين قد تمكنوا من “مواصلة العمل وإبقاء مشعل الجهاد وضاء”. وانتشر طلبة وفضلاء الحوزة فترة شهر رمضان في أنحاء البلاد وبدأوا بتوعية الشعب وفضح النظام.
بدأ وزملاؤه نشاطهم وتحركهم، يقول سماحته حول هذه القضية: “عندما تحرّكنا من قمّ في باص كنّا ثلاثين طالبا للعلم. وكانت مستويات الطلبة الجالسين في الباص متفاوتة، فكانوا ينزلون من الباص الواحد تلو الآخر في الطريق، وكنت آخر من يجب عليه النزول في كرمان”.

في كرمان شرع الخامنئي بإلقاء الخطب والاجتماع بالعلماء والطلبة والتباحث معهم لمدّة ثلاثة أيّام، ثمّ توجّه بالسيّارة إلى زاهدان. وهناك ارتقى المنبر في المسجد الجامع، “فلقي استقبالا حارّا من الناس”.
وفي السادس من بهمن بدت خطاباته أكثر صراحة، إلى أن بلغ اليوم الخامس عشر من شهر رمضان، ذكرى مولد الإمام الحسن، فألقى كلمة قويّة ومثيرة بحيث لم يرَ السافاك (“منظمة الاستخبارات والأمن القومي” في إيران حينها) بُدًّا من اعتقاله ليلة السادس عشر من شهر رمضان ونقله بالطائرة إلى طهران، فاحتجز ليلة في معسكر “سلطنت آباد”، ثم سُلّم في اليوم التالي لسجن “قزل قلعة” المشهور “حيث يمارس فيه أبشع أنواع التعذيب”. فقضى شهرين بين “سجن انفراديّ وإهانات شديدة وتهديد بالقتل والتعذيب البشع وسائر المصاعب”.
ومع ذلك، كان أول عمل أقدم عليه بعد إطلاق سراحه هو الذهاب لمقابلة الإمام الخميني في منزله الواقع في منطقة “القيطريّة”، وأفلح في مقابلة الإمام برفقة الراحل مصطفى الخميني، وبقي ساعة بمحضر الإمام الخميني.
تشكيل خلايا سريّة:
عقد الإمام الخميني مع عدد من العلماء، منهم آية الله المشكيني، وآية الله القدّوسي، والراحل آية الله ربّاني الأملشي، والراحل آية الله رباني الشيرازي، والشيخ الهاشمي الرفسنجاني، وآية الله مصباح اليزدي، وآية الله الآذري القمي، وآية الله أميني النجف آبادي وغيرهم، جلسة في قمّ ناقشوا خلالها قضية تشكيل خلايا سرّيّة منظّمة. وكان الهدف منها أن تكون مقدّمة لوضع الخطط وتنظيم نشاطات الحوزة العلمية بقمّ وكذا للسير على نهج الإمام الخميني، فبدأت هذه الخلايا بمباشرة عملها في سرية تامة بعد أن وضع ميثاقها وشروط عضويتها، وانتُخب آية الله مصباح اليزدي سكرتيرًا للجلسات، فكان عليه كتابة محضر الجلسات وكذا الميثاق وسائر المطالب بخط يشبه كتابة الأدعية في الكتب القديمة، بحيث لا يمكن لأحد غيره قراءتها، ولو وقعت في أيدي السافاك “تصوّروا أنّها من الأدعية والطلاسم القديمة”.

في سنة (1965م) كشفت هذه الخلايا، وذلك بعد اعتقال آية الله الآذري القمّي لسبب آخر، فعثر السافاك على الميثاق في منزله، وتمّ تعذيبه، واعتُقل بعضهم وفرّ الآخرون ومنهم الخامنئيّ والشيخ الهاشمي الرفسنجاني وآية الله مصباح إلى طهران، واختفى الإمام الخامنئيّ عن عيون السافاك لمدّة سنة تقريبا، حيث بقي مع الشيخ الهاشمي في منزل واحد.
كان قد فرّ من مشهد من قبل، بسبب ترجمته لكتاب (المستقبل لهذا الدين). وذلك لما تضمّنه هذا الكتاب وبالخصوص المقدّمة والحواشي التي أقلقت السافاك وأغضبته كثيرا، فصودر الكتاب واعتقل اثنان من مسؤولي المطبعة. لكن الكتاب طُبع ووزّع عن طريق آخر ممّا جعل السافاك يغضب أكثر، ويصرّ على مطاردة الخامنئي واعتقاله خصوصا بعد كشف خلايا التنظيم في قمّ.
اعتقل الراحل آية الله القدّوسي في تلك الأيّام، ولكن أطلق سراحه بعد التحقيق معه. فاستطاع أن يعرف أثناء التحقيق أنّ السافاك قد كشف قضيّة الخلايا، لهذا أخبر -بعد إطلاق سراحه- الشيخ الهاشمي بالقضية، فعقدت جلسة رُباعيّة بين الخامنئيّ والهاشمي والقدوسي وأميني النجف آبادي، في منزل الراحل باهنر، تمت فيها مناقشة القضايا، وقرّروا أن لا يظهر أحد منهم في الملأ العام، وأن يأخذوا حذرهم، ولا يذهب سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله إلى مشهد في هذه الظروف.
في أواخر عام 1966م خفّت حدّة القضيّة بإطلاق سراح عدد من المعتقلين، ولهذا سافر الخامنئي إلى مشهد للزيارة، وطبيعي أنَّ السفر لم ينحصر في الزيارة فقط بل كان عليه القيام بوظائف أخرى، لذا عندما علم السافاك بمعاودته النشاط من جديد اعتقله في أوائل عام 1967 مرّة أخرى بذريعة كتاب (المستقبل لهذا الدين)، لكنه “تمكّن من خداع السافاك والصمود أمام الضغوط والتعذيب، ولم يتمكّن السافاك من الحصول على أيّة معلومات منه.”

لجنة العلماء للإغاثة
مكث الخامنئي -بعد إطلاق سراحه- هذه المرّة في مشهد بدلا من الذهاب إلى قمّ أو طهران وانشغل بالتدريس والنشاطات العلمية، فوضع درسا لتفسير القرآن الكريم خاصًّا بطلبة العلوم الدينيّة ثم درسا آخر للجامعيين والشباب، قام خلالهما “بتبليغ وتعليم الإسلام الثوريّ”.
الاعتقال من جديد:
عام 1970م بدأ الترويج لخطّ الإمام الخميني ومرجعيَّته و”إعلان الوفاء لقائد الثورة الإسلاميّة”، وذلك بعد أن رأى الأجواء مناسبة لذلك، فاعتُقل مرّة أخرى، و”كان لهذا الاعتقال صدى واسع في أوساط طلبة العلوم الدينيّة بمشهد وتأثير في الحوزة، ممّا ساعد على تنمية وترسيخ الأفكار الثوريّة في نفوس الطلاب، لأنَّ الأعوام ما بين (1968 – 1971م) كانت أعوام البناء الثقافيّ الثوريّ السلمي”.
عاود الخامنئي نشاطه بعد إطلاق سراحه مرّة أخرى، فمن جملة نشاطاته إلقاء محاضرات في ليلتي التاسع والعاشر من محرّم في الجمعيّة الإسلاميّة للمهندسين بطهران حول حديث (من رأى سلطانًا ثائرًا…)، إثر ذلك اتّصلت به الجماعات السرّيّة ومنها منظمة “مجاهدو الشعب”.
أما حول ارتباطه بهذه الجماعات المسلّحة، ففي عام 1971م وبعد الانفجار الّذي وقع في أعمدة الكهرباء في أثناء الاحتفالات بمرور 2500 عام على النظام الملكيّ، أُعتقل الخامنئي و”عُرّض لأشد أنواع التعذيب، وسجن في زنزانة مظلمة رطبة، لكن رغم كلّ التعذيب الذي تعرض له من قبل السافاك واجهه بمقاومة بطوليّة وأسطوريّة”، و”لم يتمكّن السافاك من الحصول على شيء منه، فاضطر إلى إطلاق سراحه بعد خمسين يومًا ونيفًا من احتجازه”.
عاود نشاطه هذه المرّة أيضًا وأُضيف مسجد الإمام الحسن -والّذي كان آنذاك مسجدًا صغيرًا- إلى “قواعد الثورة”، حيث بدأ الخامنئي بإلحاح جمع من الزملاء بتدريس تفسير القرآن وإقامة الجماعة هناك.
هذه النشاطات جعلت السافاك تضعه تحت الرقابة الخاصّة. فإما يتمُّ إحضاره للتحقيق، أو يُحَاصر في منزله ويمنع الناس من التردّد عليه، أو تعطّل دروسه بالقوّة واحدًا تلو الآخر، إلى أن أُعتقل عام 1973 ونُقل إلى طهران
حبس في سجون السافاك المخيفة أي في لجنة مكافحة التخريب، واستمرّت هذه الفترة من السجن حدود شهرين، قضاها بين الزنزانات الانفراديّة أو المكوّنة من اثنين أو ثلاثة مع التعذيب الشديد.
بعد تغيّر السياسة الأمريكية ووصول جيمي كارتر إلى سدّة الحكم عام (1975م)، اضطرّ السافاك إلى إطلاق سراحه. فعاد إلى مشهد و”استمر في جهاده المرير ضد نظام الشاه وأجهزته”.
النفي إلى إيرانشهر
في خِضم النشاطات “الثورية” وبلوغ “الثورة الإسلاميّة” ذروتها عام (1977م)، أُعتقل الخامنئيّ وبعد احتجازه أياما، حُكم عليه بالنفي إلى إيرانشهر لمدّة ثلاثة سنوات، فنُفي إلى هناك، حيث استغلّ هذه الفرصة المتاحة له، و”سعى إلى توحيد صفوف المجاهدين هناك وكذا توحيد صفوف الشيعة والسنّة، فحقّق نجاحات باهرة في هذا المجال”.
طالت فترة النفي حتّى سنة (1978م)، وبلغت الثورة ذروتها هذا العام فخرجت الأوضاع عن سيطرة النظام، لهذا عاد الخامنئيّ إلى مشهد وزاول نشاطه.
لجنة استقبال الإمام
لقد كانت الجماعات الّتي تعمل تحت إشراف الراحلين آية الله بهشتي وآية الله المطهّري وباهنر وأمثالهم هي النواة لجميع المسيرات والمظاهرات في العامين (1977- 1978م) بطهران وأمّا في محافظة خراسان، وكان الخامنئي الأكثر ظهورا في مركز المظاهرات والمسيرات بين سائر العلماء. “فكانت نتيجة هذه المظاهرات والمسيرات هي فرار الشاه وعودة الإمام الخمينيّ الراحل إلى أرض الوطن وإقامة أوّل حكومة إسلاميَّة بعد الحكومة النبوية والعلوية”.
مع عودة الإمام الخميني إلى أرض الوطن، شُكلّت لجان مختلفة في مدرستي رفاه وعلوي، أو نُظّمت تلك الّتي كانت موجودة من قبل بصورة أفضل. وشُكّلت لجنة لاستقبال الإمام الخميني كان مركزها (مدرسة رفاه). وتحمّل الخامنئي مسؤوليّة الإعلام في مكتب الإمام الخميني.
حادثة الإغتيال
تعرض علي الخامنئيّ دام ظله بتاريخ 27 يونيو 1981 لمحاولة اغتيال، وذلك أثناء إلقائه خطابًا في مسجد “أبو ذرٍّ” جنوبيَّ طهران.
فأصيب نتيجة المحاولة عدّة إصابات نقل على إثرها إلى المستشفى، ولكن بقي على قيد الحياة. فعاد سريعا لمزاولة نشاطه والقيام بوظيفته بعد أن تماثل للشفاء.
صلاة الجمعة التاريخية
تتميز بين كل خطاباته “الخطبة الاستثنائية والملحمة التاريخية التي لا تُنسى أبدا”، حين وقع انفجار بين صفوف المصلّين هزّ مركز صلاة الجمعة، فسقط بسببه العشرات بين قتيل وجريح، وفي الوقت نفسه كانت الطائرات تهدّد بقصف موقع صلاة الجمعة حيث كانت قد قصفت طهران صبيحة ذلك اليوم. لكن بالرّغم من ذلك تمكّن خطيب الجمعة الخامنئي (حينها) من تهدئة الأوضاع والاستمرار في خطبته وبقيت الصفوف منظّمة والمصلّون في أماكنهم، ثم أدّى الصلاة.
مهمة إلى محافظة سيستان وبلوشستان:
أُرسل في فروردين (1979م) من قبل الإمام الخميني في مهمة إلى محافظة سيستان وبلوشستان لمتابعة ومعالجة الأوضاع هناك. وتمكَّن من تقديم خدمات قيّمة لأهالي تلك المحافظة المحرومة.
وكيل وزارة الدفاع:
عُيّن عضوا في مجلس الدفاع ممثلا عن مجلس قيادة الثورة عام 1979، ثم عُيّن في العام نفسه وكيلا لوزارة الدفاع.
قيادة حرس الثورة
في 1 فبراير 1979م أصبح قائدا لحرس الثورة الإسلامية، إثر وقوع بعض الخلافات بين صفوف الحرس لم يتمكّن أحد من حلّها، فاستطاع بعد تسلّمه المسؤوليّة من حلّ تلك المشاكل.
في عام 1980 أصبح ممثلا عن الإمام الخمينيّ في مجلس الدفاع الأعلى.
إمام جمعة طهران:
بعد رحيل آية الله الطالقاني عام 1980، أصدر الإمام الخميني حكما عيّن بموجبه الخامنئي إماما لجامعة طهران.
عضويّة مجلس الشورى الإسلاميّ:
مع بدء انتخابات الثورة الأولى لمجلس الشورى الإسلامي، رُشّح الخامنئي عن مدينة طهران من قبل الائتلاف الكبير المكون من رابطة العلماء في طهران وحزب الجمهورية الإسلامية ومنظمة “مجاهدي الثورة الإسلامية”، وبعض الجمعيات والمنظمات والجماعات الإسلامية الأخرى، واستطاع دخول المجلس بإحراز الأكثريّة الساحقة للأصوات (1,400,000 صوت). وفي عام 1980م انتخب ممثّلا للإمام الخميني في مجلس الدفاع الأعلى.
رئاسة الجمهورية
بعد مقتل رجائي وباهنر، رُشّح الخامنئي من قبل العلماء وسائر المؤسّسات الثورية لرئاسة الجمهوريّة، وانتُخب في 5 أكتوبر 1981م ثالث رئيس للجمهورية الإسلامية بعد حصوله على أكثرية ساحقة من الأصوات، وتسلّم رئاسة الجمهورية فيما كانت ظروف البلاد حسّاسة وخطيرة.
تنصيبه للقيادة:
مع رحيل الإمام الخميني في الساعة 10,20 من مساء يوم السبت 3 يونيو 1989، عقد مجلس الخبراء في صباح اليوم التالي جلسة طارئة بحضور جميع الأعضاء، ولم تمض عشرون ساعة على الجلسة حتّى تمت تسمية علي الخامنئي “وليّا لأمر المسلمين وقائدًا للثورة الإسلاميّة بـ(60) صوتا مؤيدا من مجموع (74) خبيرا حضروا الاجتماع”.
ويشغل خامنئي حاليا منصب المرشد الإيراني الأعلى في إيران، عن عمر ناهز 86 عاما.
ويُعد المرشد الإيراني علي خامنئي من أبرز رموز العداء المستمر للولايات المتحدة و”إسرائيل”، إذ لطالما وصف أمريكا بـ”الشيطان الأكبر”، واعتبر “الكيان الصهيوني ورما سرطانيا يجب استئصاله”.
وفي عهد خامنئي، ورغم التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، ظلّ يُبدي شكوكا عميقة حيال نوايا واشنطن، محذرا مرارا من “عدم الوثوق بها”.
وعقب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو 2018، صرّح خامنئي قائلا: “لا يمكن الوثوق بأمريكا… لقد مزّقوا الاتفاق أمام أعين الجميع، وهذا دليل على نفاقهم”. وأكد أن إيران لن تُكرّر الخطأ بالتفاوض مع الغرب دون ضمانات حقيقية.
أما في ما يخص فلسطين، فإن خامنئي يصفها بـ”القضية المركزية للعالم الإسلامي”، وقد دعا في أكثر من مناسبة إلى “تسليح الضفة الغربية” ودعم المقاومة، مشددا على أن “تحرير القدس قادم لا محالة”.