كتب / رضا اللبان
يقول المثل الشهير احذر عدوك مرة واحذر صديقك الف مرة
علي مدار التاريخ تجد أعظم الإمبراطوريات قد تسقط بسبب الخيانة
جاسوس_هولاكو في بغداد ..
وزير شيعـــ ــي
قبل حصار بغداد ومحاولة إسقاط الخلافة العباسية استطاع هولاكو أن يجند لصالحه شخصية خطيرة في البلاط العباسي نفسه
فقد وصل إلى كبير الوزراء في الخلافة العباسية، وهو الشخصية الثانية في الدولة بعد الخليفة، وهو الوزير مؤيد_الدين_العلقمي الشيعـــ ــي.
وكان ابن العلقمي رجلا فاسدا شيعيـ ـا كارهًا للسُّنَّة ولأهلها والأسوأ من ذلك أن هذا الوزير بقي في مكانه أربع عشرة سنة كاملة، من سنة 642 هجرية إلى سنة 656 هجرية وقت سقوط بغداد.
وقد اتصل هولاكو بابن العلقمي الشيعـ ـي، مستغلاًّ فساده وتشيعـ ـه، واتَّفق معه على تسهيل دخول الجيوش التترية إلى بغداد، والمساعدة بالآراء الفاسدة التي يُقَدِّمها للخليفة العباسي المستعصم بالله؛ وذلك بأن يقترح على الخليفة العباسي المستعصم بالله أن يخفض من ميزانية الجيش وأن يقلل من عدد الجند ولاينفق على عمليات التسليح.
وبالتالي أصبح الجيش العباسي ضعيفا لايستطيع أن يقف أمام جحافل التتار، وكل ذلك في مقابل أن يكون له شأن في «مجلس الحكم» الذي سيُدير بغداد بعد سقوط الخلافة والتخلُّص من الخليفة، وقد قام الوزير الفاسـ ـد بدوره على أكمل ما يكون؛
وكان له أثر بارز على قرارات الخليفة، وعلى الأحداث التي مرَّت بالمنطقة في ذلك الوقت
وولى له هولاكو الوزارة مدةً قصيرة، ومات ودُفن بمكان قريب من مشهد الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بالكاظمية ببغداد
وقد أهين مؤيد_الدين على أيدي التتار، بعد دخولهم، وقد شوهد يركب دابّته ومن ورائه جنود من التتار يدفعونه، فنظرت له امرأة وقالت له (أيهٍ يابن العلقمي، أهكذا كان بنو العباس يعاملونك ؟)
فلم يلبث أن خرج بعدها من داره ليومين والسبب أنه مات مهموماً مغموماً
هكذا هو مصير من يخون ويبيع دينه وأهله ولنا في ذلك أمثلة كثيرة
المصادر : د / راغب السرجاني : قصة التتار
البداية والنهاية لابن كثير