كتب د / حسن اللبان
صوتت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة ليل الخميس – الجمعة، على مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء الحصار وفتح المعابر وضمان وصول المساعدات الإنسانية في ظل المجاعة المتفاقمة بين أهالي القطاع.
وجاء التصويت في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا بواقع 149 صوتا مقابل معارضة 12 مع امتناع 19 عن التصويت. وقد اعتمد القرار وسط تصفيق حار.
ودان القرار الذي صاغته إسبانيا بشدة أي استخدام لتجويع المدنيين كوسيلة للحرب والحرمان غير المشروع من المساعدات، كما يؤكد على ضرورة المساءلة لضمان احترام إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي.
وشدد على واجب عدم حرمان المدنيين في قطاع غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة بالإصرار عمدا على عرقلة توفير إمدادات الإغاثة ووصولها.
جدير بالذكر أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة مثل قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكنها تعتبر مهمة من حيث عكس اتجاهات الأمم المتحدة والرأي العام العالمي.
وفشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار قدمته عدة دول بينها الجزائر وسلوفينيا والدانمارك، في 4 حزيران/ يونيو، ويدعو لوقف فوري للحرب بغزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” بينما أيّدت القرار 14 دولة من أصل 15.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية بالقرار، وشكرت الدول التي صوتت لصالحه “بما يؤكد رفض العالم للعدوان الإسرائيلي على شعبنا وتهجيره من أرضه وقتله وتجويعه، وبما ينسجم مع موقف رئيس دولة فلسطين محمود عباس الذي أكد أن الأولوية هي وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وإطلاق عملية سياسية لتنفيذ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية، والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية”.
وأكدت على أهمية ما جاء في نص القرار حول الدعوة لاتخاذ خطوات فورية وملموسة للحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ولتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية.
وشددت الرئاسة الفلسطينية على أن “القرار يؤكد مجددا وقوف العالم بغالبيته الساحقة لجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويدعم جهود القيادة الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية لنيل شعبنا حقوقه المشروعة بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.
وأكدت أن “تصويت 149 دولة لصالح القرار، يحمل رسالة للاحتلال بأن شعوب العالم وحكوماتها ضاقت ذرعا من جرائمه وانتهاكاته وممارساته الدموية، مطالبة الغالبية الساحقة من دول العالم التي صوتت لصالح القرار بإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال بتنفيذه”.
وجددت الرئاسة الفلسطينية التأكيد على أن “التصويت لصالح القرار بهذه الأغلبية الساحقة يؤكد للدول التي صوتت ضده، أن العالم يرفض سياسة الكيل بمكيالين، وطالبتهم بإعادة النظر في موقفهم الذي يتعارض مع الإجماع الدولي الرافض للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتواصل بحق شعبنا”.
ورحبت حركة حماس بالقرار، وقالت إن “هذا التصويت الكاسح يمثل انتصارا سياسيا وأخلاقيا لشعبنا الصامد، ودليلا على فشل الاحتلال والإدارة الأميركية في فرض روايتهما الزائفة، كما يكشف سقوط مزاعم ’الدفاع عن النفس’ أمام حجم المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في غزة”.
ورأت “نعتبر هذا التصويت ردا حاسما على موقف الإدارة الأميركية التي استخدت حق النقض (الفيتو) قبل أيام في مجلس الأمن، وعلى محاولاتها خلال انعقاد الجمعية العامة الضغط لإدانة حماس والمقاومة الفلسطينية، وتأكيدا على رفض العالم للنهج الأميركي المنحاز الذي يشرعن القتل والتجويع ويغطي جرائم الحرب الصهيونية”.