كتب د / حسن اللبان
أفاد موقع “واللا” العبري، في تقرير له بأن السلطات في طهران تفضل الحرب مع واشنطن على التنازلات الرمزية حتى لو كلف ذلك دمارا، مشبها ذلك بالوضع في اليابان عام 1941.

وذكر موقع “واللا” العبري: “كما رفضت اليابان المطالب الأمريكية عشية هجوم بيرل هاربر، ترى إيران أيضا أن وقف تخصيب اليورانيوم على أراضيها خط أحمر، وفي ظل الشائعات حول هجوم إسرائيلي وشيك على إيران بدعم أمريكي، يجب إدراك أن طهران تفضل الحرب على التنازلات الرمزية، حتى لو كلف ذلك دمارا شاملا”.

وأضاف الموقع: “في عام 1931، احتلت اليابان منشوريا، وهي مقاطعة نائية في الصين، ولم يكترث العالم بالأمر، وفي عام 1937، بدأت اليابان غزو الصين، وهو حدث يعتبر بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية، متسببة في فظائع بحق الشعب الصيني المستضعف. وردا على ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على اليابان، كان أبرزها حظر صادرات النفط الأمريكية إلى اليابان. وكان المطلب الأمريكي هو انسحاب اليابان من الصين. واستمرت المفاوضات بين الولايات المتحدة واليابان على نحو متقطع لنحو أربع سنوات. وواجهت الحكومة اليابانية ثلاثة خيارات: الرضوخ للمطلب الأمريكي، أو الاستعداد للحرب مع الولايات المتحدة، أو مهاجمتها”.
وأوضح موقع “واللا” العبري أن “الحكومة اليابانية، بدعم من الإمبراطور هيروهيتو، رفضت الخيار الأول رفضا قاطعا. إذ اعتبروا أن الاستسلام للمطلب الأمريكي سيعرضهم لإهانة وطنية لا تطاق، ولذلك، مع كل ما ينطوي عليه من مخاطر، كانت الحرب الخيار الأمثل”.
وأشار موقع “واللا” إلى أنه “في عام 2013، قرر الرئيس الأمريكي أوباما أن لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وبعد عامين، وُقّع اتفاق يمنح هذا الحق رسميا، ومنذ ذلك الحين، تعمل إيران جاهدة على بناء المزيد من المنشآت”.
وأضاف أن “إصرار إدارة ترامب الآن على أن شرط التوصل إلى اتفاق مع إيران ورفع العقوبات هو تخليها عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها، من وجهة النظر الإيرانية، هذا أمر مرفوض تماما ولا مجال للنقاش فيه، وكما كان الحال مع اليابان في عصرها، فإن إيران ستكون على استعداد للمخاطرة بالحرب مع الولايات المتحدة”.
وقدم الموقع خيارين أمام الولايات المتحدة: “الأول، محاولة التوصل إلى اتفاق مع إيران. لكن هذا الاتفاق سيكون، على غرار اتفاق عام 2015، يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها، لكن مع قائمة طويلة من القيود. وسيكون الإيرانيون على استعداد لإبداء مرونة نسبية بشأن الشروط. أما الخيار الأمريكي الثاني، فهو مهاجمة إيران، أو تفويض إسرائيل بمهاجمة إيران وحدها، مع ضمان دعمها الكامل، كما فعلت عام 2024، في مواجهة أي رد إيراني، وهو أمر شبه مؤكد”.
وذكر الموقع أن “الوضع مشابه جدا لما ساد في خريف عام 1941 فرغم رغبة كل من اليابان والولايات المتحدة في تجنب الحرب آنذاك، إلا أن الحرب أصبحت حتمية، ورغم أن الولايات المتحدة وإيران غير مهتمتين بالحرب، إلا أنها أصبحت أمرا لا مفر منه، ما لم يوقف استئناف المحادثات بين البلدين، المقرر يوم الأحد المقبل، الصدام في الدقيقة 90”.