كتب د / حسن اللبان
في زيارة حملت أبعادا دبلوماسية وثقافية تجول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء الاثنين في شوارع منطقة خان الخليلي التاريخية بالقاهرة، في أول زيارة له لهذا الحي الشهير.

ورافق وزير الخارجية الإيراني خلال جولته في منطقة خان الخليلي الأثرية في قلب العاصمة المصرية القاهرة وفد إيراني يتقدمه مهدي شوشتري، مدير قطاع غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية، واستقبله السفير محمد حسين سلطاني فر، مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.
وقبل جولته أدى عراقجي صلاة المغرب في مسجد الإمام الحسين، في زيارته الثالثة لهذا الموقع الديني المقدس خلال زياراته المتكررة لمصر، مما يعكس اهتمامًا خاصًا بالروابط الثقافية والدينية بين البلدين.

تأتي هذه الزيارة في إطار جولة إقليمية يقوم بها الوزير الإيراني تشمل مصر ولبنان، لمناقشة قضايا الشرق الأوسط، لاسيما الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمفاوضات النووية.
والتقى عراقجي صباح الاثنين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، حيث أشاد بالدور المصري المحوري في دعم القضية الفلسطينية وجهود التهدئة في غزة، بالإضافة إلى مناقشة تطورات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي بوساطة عمانية.
كما شارك عراقجي في لقاء ثلاثي مع عبد العاطي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، لبحث ضمانات الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع عبد العاطي، أعرب عراقجي عن شكره للحكومة المصرية على دعمها للمفاوضات النووية، مؤكدا أن “إيران ومصر دولتان كبيرتان تمتلكان تاريخا وحضارة عريقة، ولهما دور مهم في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة”.
وتشهد العلاقات المصرية-الإيرانية تقاربا ملحوظا منذ عام 2023 بعد سنوات من التوترات التي بدأت عقب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتعد زيارة عراقجي الثالثة للقاهرة خلال ثمانية أشهر، حيث سبقتها زيارتان في أكتوبر وديسمبر 2024، مما يعكس حرص البلدين على إعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي.
وقد أشار المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، إلى أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية، خاصة الوضع في غزة وسوريا ولبنان وأمن البحر الأحمر.
وتأتي زيارته عراقجي للقاهرة بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 أو التوصل إلى تفاهمات جديدة، وسط تقارير عن تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة دوليا، وأعربت مصر عن دعمها لهذه المفاوضات، مؤكدة أهميتها لتجنب التصعيد الإقليمي