بقلم / خالد ابراهيم
الدين الحقيقي هو رسالة تحرّر لا قيد، نور لا ظلام، روح لا طقوس فارغة. الدين في جوهره دعوة إلى الخير والعدل والرحمة، لا إلى الطاعة العمياء والخوف من السؤال.
لكن ما يحدث في كثير من مجتمعاتنا هو العكس: يتحول الدين من رسالة إلهية حية إلى موروث ساكن جامد، يُتَناقل بلا فكر، ويُتّبع بلا فهم، ويُدافع عنه بالعنف أحيانًا، لا بالحجة.
الموروث الديني حين يُقدّس أكثر من جوهر الدين نفسه، يصبح حجابًا عن الحقيقة لا طريقًا إليها. يربّي الخضوع بدل الإيمان، ويغرس الطاعة بدل البصيرة، ويمنع الإنسان من إعادة النظر في المفاهيم، كأن التفكير ذاته رجسٌ من عمل الشيطان.
الدين الحقيقي لا يعادي العقل، بل يطلبه. لا يرفض الأسئلة، بل يدعو لها. فالله الذي خلق العقل، لا يمكن أن يقبل بتعطيله على العكس الدين يأمرنا بالتأمل والتدبر والتفكير .