كتب / رضا اللبان
يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري :
لا تطالب ربك بتأخر مطلبك ..
ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك .
يقول سيدي أحمد بن عجيبة في التفسير :
هذه قاعدة عامة ، فإذا طلبت شيئا – ثم تأخر ظهور ذلك المطلب ، فإنما ذلك لما فاتك من حسن الأدب ،
ولو لم يكن إلا قصد خصوص ذلك الطلب ،
فلا تطالب ربك أن يعجل مطلبك بسبب تأخره عنك ،
ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك ،
فلو أحسنت الأدب
في الطلب ، لقضيت حاجتك معنى وإن لم تقض حسّا ،
وحسن الأدب هنا هو اكتفاؤك بعلمه ، ورضاك بحكمه ،
واعتمادك على ما أختاره لك – دون ما اخترته لنفسك
لقلة علمك ؛
فقد ضمن لك الإجابة فيما يريد – لا فيما تريد ، وفي الوقت الذي يريد – لا في الوقت الذي تريد .
وقال وهب بن منبه رضي الله تعالى عنه :
قرأت في بعض الكتب : يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك ،
ولا تعلمني بما يصلحك ، إني عالم بخلقي ،
إنما أكرم من أكرمني ، وأهين من هان عليه أمري ،
ولست بناظر في حق عبدي – حتى ينظر عبدي في حقي .
وأعظم الآداب وأكملها ..
امتثال أمره ، والاستسلام لقهره .
كما نبه الشيخ عليه بقوله ..
متى جعلك في الظاهر ممتثلا لأمره ،
وفي الباطن مستسلما لقهره ..
فقد أعظم المنة عليك .
اللهم ارزقنا معرفتك وجميل مناجاتك ولا تحرمنا لذة الأنس بدعائك
اللهم عرفنا بك حق المعرفة ،دلنا عليك وارشدنا إليك وارزقنا لذة الأنس بك وحلاوة القرب منك
اللهم ارزقني معرفتك التي بها الرشاد إلي خير الطريق
وحكمتك التي هي طوق النجاة من فتن الحياة
ونورك الذي منه الهداية والرحمة والفلاح
وانت السميع المجيب المستعان
(رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)