كتب د / حسن اللبان
يُعتبر معرض باريس، أحد أقدم وأكبر معارض الطيران في العالم، ساحة تقليدية تهيمن عليها شركات الصناعات الجوية الغربية، ما يجعل حضور المقاتلة الصينية حدثاً لافتاً ومثيراً لاهتمام المتابعين والمحللين الدوليين.
ويُذكر أن مشاركة J-10C تأتي بعد محاولات سابقة باءت بالفشل، حيث تشير مصادر صناعية إلى أن طلباً قُدم عام 2009 لعرض مقاتلة J-10 في المعرض قد رُفض آنذاك، وسط تساؤلات تتعلق بمصدر محرك الطائرة. لذا، فإن حضورها المرتقب في نسخة 2025 يُعد تطوراً نوعياً في مسار تطويرها واعترافاً دولياً متزايداً
وتأتي J-10C النسخة الأحدث والأكثر تطوراً من برنامج المقاتلة متعددة المهام الصينية محلية الصنع. ومن أبرز خصائصها التقنية: رادار AESA المتطور الذي يُعزز قدرات الكشف والتتبع، صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز PL-15E، منظومة حرب إلكترونية متقدمة، أداء ديناميكي محسن وقدرة عالية على المناورة، فضلاً عن اعتمادها على المحرك المحلي WS-10، وهو ما يُعالج الانتقادات السابقة المتعلقة باستخدام مكونات أجنبية.
وعلى صعيد العمليات القتالية، سُجل للمقاتلة J-10C مؤخراً أول ظهور قتالي فعلي، عندما شاركت مقاتلات تابعة لسلاح الجو الباكستاني في اشتباك جوي عنيف مع طائرات هندية، استخدمت فيه صواريخ PL-15 بعيدة المدى. ورغم شح التفاصيل، ذكرت مصادر باكستانية أن مقاتلات J-10C أسقطت عدة طائرات هندية، بينها مقاتلات “رافال” فرنسية الصنع. كما نقل مصدر استخباراتي أمريكي -بحسب تحديث على موسوعة ويكيبيديا بتاريخ 12 مايو 2025– أن J-10C قد تكون مسؤولة عن إسقاط طائرتين على الأقل خلال هذا الاشتباك
ويأتي ظهور المقاتلة الصينية في معرض باريس وسط تصاعد المنافسة في سوق الطائرات المقاتلة العالمية، حيث تواجه القوى التقليدية مثل فرنسا والولايات المتحدة وروسيا منافسة متزايدة من الصين، التي تقدم منتجاتها بأسعار تنافسية وشروط بيع أقل تقييداً سياسياً.
ويرى محللون أن J-10C تُسوّق كخيار فعال من حيث الكلفة مقارنة بالمقاتلات الغربية مرتفعة الثمن، مما يجعلها جذابة للدول الباحثة عن تكنولوجيا متقدمة دون أعباء مالية كبيرة. وتُعد باكستان أول زبون خارجي رئيسي للمقاتلة، في حين تشير تقارير إلى وجود اهتمام من عدة دول أخرى.
وبحسب المخطط، ستُعرض J-10CE ضمن جناح متكامل للصناعات الجوية الصينية، يشمل أيضاً منظومة صواريخ PL-15E، وطائرة الركاب الواسعة البدن CR-929، والمروحية المتعددة المهام AC-352، في خطوة تهدف إلى إبراز التكامل الصناعي والتقني للصين في مجالات الطيران المدني والعسكري.