عاجل

بسبب صورة سلفي لقوا مصرعهم غرقا بنهر النيل
13 – 16 مايو المقبل .. ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات
رحيل «متسامح استثنائي»
الأهلي يواجه باتشوكا وديًا في أمريكا استعدادًا لكأس العالم للأندية
أبو الغيط يُعرب عن تعازيه في بابا الفاتيكان
تدريبات بدنية للاعبي الزمالك استعدادًا لمواجهة المصري
توريد 9011 طن و346 كيلو قمحا بصوامع وشون سوهاج 
البنك الأهلى المصرى.. الشهادات مستمرة بنفس أسعار الفائدة الحالية
التأمين شرط وحيد لزيزو للعودة إلى تدريبات الزمالك
قرار فيفا يُهدد ليفربول بفقدان صلاح في 10 مباريات
فقد حياته إثر سقوطه داخل ماكينة حصاد الفول في البحيرة
الأمم المتحدة تؤكد عدم نيتها تغيير ولاية الأونروا
فينيسيوس جونيور مُهدد بالإيقاف عامين عن ريال مدريد ومنتخب البرازيل
جامعة هارفارد تقاضي ترامب بسبب خفضه تمويلها
تركيا تؤكد ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة

# فنّ السكون.. حين تصير الراحة موقفًا ناضجًا”

بقلم الكاتبة الصحفية / سهام فودة

في زمنٍ يلهث فيه الناس خلف الأضواء، ويعلو فيه ضجيج الآراء والصراعات، يصبح الهدوء موقفًا لا يجرؤ عليه إلا الناضجون. إن الحياة الهادئة ليست انسحابًا من ساحة الوجود، وليست ضعفًا كما يظنّ السطحيون، بل هي قمة القوة الداخلية؛ حين تختار أن تصمت لا لأنك عاجز، بل لأنك تملك ما يكفي من الحكمة لتدرك أن بعض الردود لا تنتج إلا توترًا لا طائل من ورائه.

الركض المستميت لإثبات الذات في عيون الآخرين هو عبء خفيّ، يأكل من راحة الإنسان كما تأكل النار الحطب. نحاول إرضاء الجميع، نتلوّن لننال القبول، نتنازل عن ذواتنا لنبدو لائقين في أعين لا تعرف جوهرنا. والحقيقة الثابتة التي يتأخر كثيرون في اكتشافها هي أن رضا الناس غاية لا تُدرك، وأن تقييماتهم لا تعكس حقيقتك، بل تعكس فهمهم المحدود، وأحيانًا أهواءهم المتقلبة.

لِمَ نسمح لهم أن يصيغوا هويتنا؟

أليس أجدر بنا أن نلتفت إلى داخلنا، أن نصادق أنفسنا، ونعيش وفق ما نؤمن به، لا وفق ما يُملى علينا؟ فالقوة لا تكمن في ضجيج الردود، ولا في كثرة الظهور، بل في أن تكون حاضرًا في حياتك، متصالحًا مع اختياراتك، مدركًا لقيمتك دون أن تحتاج لتصفيق أحد.

إن الحرية الحقيقية تبدأ من الداخل، حين تحرر فكرك من أحكام الآخرين، وتكفّ عن الخلط بين جهلهم ومعرفتك بنفسك. فأن يجهلك أحدهم لا يقلل من قدرك، بل يكشف عن ضيق أفقه. وأن يتجاهلك البعض لا يعني أنك بلا قيمة، بل يعني أنهم لا يرون إلا بعيون معتّمة.

هذا المقال دعوة للسكينة في عالم لا يتوقف عن الصراخ، دعوة لأن نحيا ببساطة وصدق، وأن نصمت عن اللغو، لا هروبًا، بل وعيًا. دعوة لأن نختار السكينة على الجدل، والسلام على الصراع، والرضا على اللهاث الدائم خلف إثبات الذات.

فلنتوقف لحظة، ونطرح على أنفسنا سؤالًا بسيطًا وعميقًا:

“هل أعيش كما أريد، أم كما يريد الآخرون؟”

حين يكون الجواب صادقًا، نكون قد بدأنا أولى خطوات الراحة النفسية والحرية الحقيقية.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية