كتبت / سلوى لطفي
– صاحب عربية حلويات فى شبرا ، وحكاية أبو لمعة الحقيقي الذى اقتبس “محمد أحمد المصري” شخصيته ..
– إسمه الحقيقى “حسن منتصر أبو لمعة”..
– وُلد فى سنة ما قبل أن يبدأ القرن العشرين ..
– يوم أن تعرفت عليه كنت طالبا بالمعهد العالي للتربية للمعلمين ..
– وكان هو بائع حلوى يدفع أمامه عربة أنيقة كبيرة فى أعلاها كلوب يصدر عنه ضوء وهاج ..
– بينما أقراص الحلوى تصطف أمامه على العربة فى أناقة وترتيب ، وهو يختار زاوية فى حي شبرا لا يعرف غيرها ..
– ويبدأ عمله من التاسعة مساء ولا يبرح مكانه قبل الثالثة من الصباح ..
– لم يكن فى فمه سنة واحدة ولا ضرس واحد ، وكان هزيل الجسد ، ومحدوب الظهر ، وأبيض شعر الرأس ..
– يتحدث فى حلاوة وفى تناسق وفى براعة ..
– كنت أخرج فى الليل لأقضي بين ساعات الإستذكار دقائق رياضية للترويح عن النفس فألتقيه ، وكان ضعيفا ومن رواياته تتخيله أسدا غنضفرا ..
– وكان هزيلا ومن حكاياته تعتقد أنه شمشون الجبار ..
– وكان فقيرا ومن فشرات تمسحه بالعظماء تظن أنه عزيز قوم لم يذل ..
– كان يستهل حديثه قائلا : “جدك عايش؟” فأقول لا .. فيقول : “طيب أبقى أسأله على الحكاية اللى هحكيهالك ..
– إسمع يا بني أنا راجل فليسوفلى عندي خبرة تلتميت سنة و11 شهر و6 أيام وساعتين”..
– ثم ينظر فى ساعته ويستطرد قائلا : “وأربع دقايق علشان ما أغشكش”
– فأقول له وأنا أنظر لساعتى : وماشيين فى الدقيقة الخامسة ، فيرد : “يبقى ساعتك أخت ساعتي الاتنين اتولدوا فى يوم واحد ويبقى إحنا قرايب”..
– بعدها يبدأ فى فشره ، فيحدثك عن زوجته وكيف أنه ضربها بالسرير وهى نائمة عليه ، وكيف ألقاها من النافذة لتسقط على قطة فتموت القطة وتعيش هي ..
– كان يعاني من الفقر ويحدثك عن كاديلاك بحصانين كان عنده ، ويحدثك عن بدلة بزراير دهب ، وطاقية مرصعة بالماس أخذها من مهراجا كان معه فى المدرسة ..
– كانت أكاذيب جميلة لا تنتهى وكنت أستوعبها ، وأستوعب معها طريقة “أبو لمعة” فى الحديث والتوقف والإستطراد ، وطريقة التأكيد ، وطريقة وضع نهاية الفشرة ..
– لقد كان بارعا فى كل هذا ، وإليه أدين بالفضل فى كل كلمة أقولها فى أعمالي ، فهو الأصلي وأنا المزيف ، وهو الصورة وأنا نسخة منها ، وهو الفشار وأنا تلميذه .