كشف اللواء أركان حرب سمير فرج، الخبير العسكري ومُدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسؤوليتي” على قناة صدى البلد، أن مصر تمتلك مجموعة من المنظومات الدفاعية الحديثة، وذلك استنادًا إلى ما ورد في مجلة Military Balance المتخصصة.

ومن بين هذه المنظومات، أوضح أن مصر تمتلك المنظومة الصينية بعيدة المدى HQ-9B، والتي تُعد واحدة من أبرز أنظمة الدفاع الجوي الصينية المتطورة.

ويُعد هذا التصريح الأول من نوعه الذي يكشف عن تشغيل الجيش المصري لمنظومة HQ-9B الصينية المتطورة، ما يُمثل خطوة لافتة تؤكد تنوع مصادر تسليح الدفاع الجوي المصري واعتماده على أنظمة بعيدة المدى ذات قدرات متقدمة.

الجدير بالذكر أنجيش التحرير الشعبي الصيني (PLA) قد كشف عن نسخة جديدة من منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى HQ-9B، ما يُمثّل تطورًا كبيرًا في قدرات الصين الدفاعية. وتُظهر الصور التي نشرتها قيادة المنطقة المركزية في الجيش الصيني أن النسخة الأحدث من المنظومة باتت قادرة على حمل ما يصل إلى ثمانية صواريخ سطح-جو صغيرة وخفيفة لكل قاذف، وهو ما يُضاعف القدرة السابقة التي اقتصرت على أربعة صواريخ أكبر حجمًا. وتُبرز هذه الترقية مرونة المنظومة في مواجهة سيناريوهات التهديد المختلفة، لا سيما من خلال إضافة طبقات دفاع إضافية ضد التهديدات قصيرة المدى

ما إذا كانت مصر قد حصلت على هذه النسخة الحديثة من منظومة HQ-9B أم لا، خاصة في ظل غياب أي إعلان رسمي أو صور توثّق وجود هذا التحديث داخل صفوف الدفاع الجوي المصري.

ووفقًا لتقارير صحيفة Global Times الصينية، فإن هذه الصواريخ الصغيرة مصممة خصيصًا لتُكمّل الصواريخ بعيدة المدى التي تستخدمها المنظومة تقليديًا، مما يزيد من فعاليتها وقدرتها على التكيف. وتُعتبر HQ-9B واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في العالم، ولا تزال تتطور باستمرار لمواجهة التهديدات المستجدة.

تم تطوير النسخة الأصلية HQ-9 بواسطة شركة China Precision Machinery Import & Export Corporation (CPMIEC) كنظام دفاع جوي متوسط إلى بعيد المدى، قادر على اعتراض وتدمير أهداف مثل الطائرات، وصواريخ الكروز، والصواريخ جو-أرض، والصواريخ الباليستية التكتيكية. واستُوحي تصميم النظام في بداياته من منظومة “باتريوت” الأمريكية، مع اعتماد نظام توجيه نهائي يعتمد على تقنية Track-Via-Missile (TVM). وتتكوّن المنظومة من صاروخ ذو مرحلتين يُحمَل على شاسيه شاحنة Taian TAS-5380 ذات الدفع 8×8، ويحتوي كل قاذف على أربعة حاويات صواريخ، كل منها مزود برأس حربي يزن 180 كغ، بسرعة تصل إلى Mach 4.2، وبمدى أقصى 200 كم وارتفاع يبلغ 30 كم.

إطلاق صاروخ خلال تدريبات شاركت فيها أنظمة HQ-9B

تتميّز HQ-9 برادار HT-233 ثلاثي الأبعاد يعمل بالمصفوفة الطورية، قادر على تتبع حتى 100 هدف جوي والتعامل مع أكثر من 50 منها في الوقت ذاته. وتُستخدم هذه المنظومة حاليًا في عدة دول من بينها الصين، الجزائر، المغرب، تركمانستان، وأوزبكستان، ويمكن دمجها مع أنواع متعددة من الرادارات، بما في ذلك تلك المضادة للصواريخ الباليستية والتقنيات الشبحية. وتعمل المنظومة في تشكيلات تشمل مركبات للقيادة والسيطرة والرادار والإطلاق، ما يمنحها قدرة شاملة على تغطية طيف واسع من التهديدات الجوية الباليستية

وتعد النسخة الجديدة HQ-9B نتيجة اختبارات صارمة من قبل القوات الجوية لجيش التحرير الصيني (PLAAF). وخلال تمرين جرى في مايو 2021، تم نشر النسخة المطوّرة من المنظومة بواسطة لواء صواريخ إلى منطقة تبعد 500 كيلومتر في تضاريس غير مألوفة. وقد أُجري التمرين في ظروف صعبة شملت الظلام، وانخفاض درجات الحرارة، والعواصف الرملية، ونجحت المنظومة في اعتراض أربعة طائرات دون طيار بأربعة صواريخ بدقة عالية.

تُعد HQ-9B اليوم المنظومة الأرض-جو بعيدة المدى الأكثر إنتاجًا خارج روسيا، وغالبًا ما تتم مقارنتها بمنظومة S-400 الروسية. وكما هو الحال مع الـ S-400، صُممت HQ-9B لتكون عالية الحركة، حيث تُحمَل صواريخها وراداراتها ووحدات القيادة على شاحنات متنقلة لتعزيز البقاء في ساحة المعركة. ويبلغ مداها أكثر من 250 كيلومترًا، مع تغطية محتملة تصل إلى 200,000 كيلومتر مربع بزاوية رصد 360 درجة، مما يجعلها أداة رادعة وفعالة في الترسانة الصينية

وتعذذ قدرة الإطلاق البارد (cold launch) من مرونتها القتالية، حيث تتيح الاشتباك في جميع الاتجاهات. كما شهدت النسخة B تحسينات ملحوظة في أجهزة الاستشعار وروابط البيانات مقارنة بسابقتها HQ-9A، التي دخلت الخدمة أوائل العقد الأول من الألفية.

على الصعيد الدولي، حققت HQ-9B نجاحات تصديرية لافتة، حيث تم بيعها إلى دول مثل تركمانستان، أوزبكستان، باكستان، ويُقال أيضًا إنها وصلت إلى المغرب. وعلى الرغم من الضغوط الغربية للالتزام بمعايير حلف الناتو، اختارت صربيا النسخة الأخف HQ-22، ما يعكس جاذبية التقنية الدفاعية الصينية في الأسواق العالمية.

أما على صعيد الانتشار العسكري، فقد تم نشر HQ-9B في مناطق حساسة مثل جزر سبراتلي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك شعاب فيري كروس، سابي، وميشيف، وهو ما يُعد رسالة واضحة على استعداد الصين لحماية مطالبها الإقليمية وإبراز قوتها في منطقة يشوبها التوتر والصراع المستمر.