بقلم دكتور / عمار علي حسن
ماكرون في الحسين وخان الخليلي، ويزور جامعة القاهرة، والمركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة، وقد يزور الأهرامات أو دير الأنبا أنطونيوس أول راهب مسيحي في تاريخ البشرية، أو جامع السلطان حسن الذي طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارته، وضيوف كثيرون من الغرب فعلوا ذلك.
يريد هؤلاء أن يعرفوا القاهرة في أزمنتها الزاهرة، وقت أن كانت أوروبا تعج بالفوضى والتخلف، وتلهث لتلحق بالقاهرة.
مستشارو هؤلاء يعرفون نقاط التميز في مصر، التي تبلور صورتها وهويتها وسرها القديم المتجدد.
لن يطلب أحد من هؤلاء زيارة أكبر مسجد، وأوسع كنيسة، وأطول برج، وأعرض سجادة … الخ، فيما تسمى العاصمة الإدارية، لأنهم يدركون أن التوسع في استخدام الرخام يقترن بتصور التدهور، وانحطاط الذوق.
يعطي مستشارو هؤلاء من الفاهمين درسا بليغا لمن يهدمون آثار مصر وتحفها من زمنها الوسيط ليقيموا مكانها مسخا من كتل أسمنتية، طويلة بلا هيبة، وجديدة بلا ذوق، ولا معنى.