بقلم / جمال شعبان
يبقي ناصر علامة فارقة في تاريخ مصر
فارع الطول كأنه عملاق
سمر البشرة مصري الملامح بامتياز
بريق عينيه يخطف الأبصار
وسحر خطابه يأسر القلوب
حبيب الملايين
لم يكن يعلم هذا الشاب المصري
الأسمر البسيط عندما التحق بالكلية الحربية
انه لن يكون مجرد ضابط في الجيش المصري
وأن القدر سيحمله مهمة تغير وجه الكون وتبدل شكل العالم
فتهتز عروش وتسقط إمبراطوريات
ويرتفع أقوام وينخفض آخرون
لم يقف التسونامي الذي فجره عبد الناصر هو وزملاؤه من الضباط الأحرار الفقراء
لم يقف عند حدود مصر بل امتدت موجاته وتوابعه حتي شملت أقطار الارض والأمريكيتين
تستطيع الان وانت متكيء علي اريكتك في بيتك او مستلق علي فراشك الوثير وامامك ال اي دي
وفي يدك الموبايل والاي باد ان تفتح صفحتك الفيسبوكية
و ان تقول في عبد الناصر ما قال مالك في الخمر
وترميه بالرعونة والفشل والديكتاتورية وتحمله أوزار الهزيمة وكل مثالب الكون
دون ان تدري انه لولا عبدالناصر لما كان في متناول يديك تلك التقنيات ولا حتي طاقة تشغيلها ذاتها
عندما قام هذا الشاب البسيط الطموح المحب لبلده بثورته علي الظلم لم يكن يسعي لمجد شخصي
ولا إنجاز تاريخي ولكنه ثار من اجل بلده التي احبها يحدوه حلم النهضة ومشروع مصر الكبري والأمة القومية الواحدة من المحيط الي الخليج
قد يكون اخطأ في الوسائل قد يكون ارتبك احيانا قد يكون التيار ألقي به علي ضفاف السياسة المتلاطمة هنا وهناك
لكن يكفيه شرف المحاولة وعظمة الوطنية ومجد العطاء
وفي اكبر مليونية عالمية عابرة للقارات في التاريخ
بكته الارض كلها في يوم الجنازة في يوم الحقيقة…..
فقد كان الحسن البصري يقول بيننا وبينهم يوم الحقيقة
قيل وما يوم الحقيقة يا إمام : قال يوم الجنائز
فلما توفي الحسن البصري كانت أكبر جنازة في عصره فقد صلوا عليه الجنازة بعد صلاة الجمعة ولم تقم صلاة العصر في المسجد الجامع بالبصرة لأول مرة منذ قيام الإسلام في العراق لاستغراق الآلاف في تشييع الحسن
وفي 28 سبتمبر 1970 أذيع نبأ وفاة ناصر فوقع كالصاعقة كأنه نبا قيام القيامة
الكل يبكي ولأول مرة تسمع مذيعين ينتحبون علي الهواء
كانت كل المساجد قد فتحت أبوابها …وكنت قادرا على سماع القرآن وهو يرتل في الداخل. كما أغلقت كل الملاهي الليلية والمحلات و دور السينما أياما، وكانت الكهرباء تقطع كتعبير للحزن على الراحل العظيم
وقد عمت مشاهد الحزن المذهلة ربوع العالم العربي، كما أن جنازة عبد الناصر، التي أقيمت في القاهرة بعد ثلاثة أيام من وفاته، حضرها أكثر من خمسة ملايين وهو رقم قياسي ، وقد تأثرنا بشدة بمشهد الناس الذين أخذوا الكفن من بين أيدي الجنود و حملوه بأنفسهم. كانت الحشود تمتد لمسافة ستة أميال. كانت هذه الجنازة إحدى الجنازات الكبرى في التاريخ.. إن لم تكن الجنازة الكبري في التاريخ
رحمك الله يا من أخدنا اسمك أنا ومعظم مواليد خمسينيات وستينيات القرن الماضي
#عاش_فقيرا_ومات_فقيرا
#يا_جمال_يا_حبيب_الملايين