بقلم الكاتبة الصحفية / سهام فودة
في الثامن من مارس، تتزين الأرض بألوان القوة والإرادة، ويعلو صوت الاحتفاء بالمرأة التي كانت وما زالت روح العالم ونبضه. ليست مجرد مناسبة تُضاف إلى التقويم، بل هي لحظة تأمل في رحلة طويلة خاضتها النساء عبر العصور، بين تحديات لا تنتهي وإنجازات تستحق التصفيق. هذا اليوم ليس ترفًا اجتماعيًا، بل اعترافٌ بحق مكتسب، بجهد مبذول، بعرق سُكِب في ساحات الحياة المختلفة.
المرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي النصف الذي يمنح الحياة لمعناها. إنها من تحمل فوق كتفيها هموم العالم، وتواصل السير حتى عندما تتعثر الطرق. في كل زمان ومكان، وقفت المرأة شاهدة على التحولات الكبرى، من ملكات صنعن التاريخ، إلى أمهات صنعن الأبطال، إلى عاملات ومفكرات وقائدات غيرن وجه العالم.
ورغم كل التقدم الذي أحرزته الإنسانية، لا تزال هناك معارك تُخاض، حقوق تُطالب بها، وأحلام تنتظر الضوء الأخضر للتحقق. التمييز لم يختفِ تمامًا، والحواجز لم تتلاشى كليًا، لكن عزيمة المرأة أقوى من أي عائق، وإصرارها على كسر القوالب النمطية بات كالنار التي لا تخبو.
الاحتفال بالمرأة لا يكون بالكلمات الرنانة وحدها، بل بالاعتراف الفعلي بدورها، بتمكينها لا مجاملتها، بإعطائها الفرص لا منحها استثناءات. لا نريد احتفاءً ليومٍ واحد، بل وعيًا يمتد طوال العام، لأن المرأة ليست مجرد فصل في كتاب الحياة، بل هي الحكاية كلها، بسطورها المتشابكة، بتفاصيلها الغنية، وبنهايتها التي تكتبها هي، كما تريد وكما تستحق.