بقلم / سهام فودة
أن تحبك امرأة، فذلك ليس مجرد عاطفة عابرة أو مشاعر متأرجحة، بل هو فيضان دافئ يجتاحك دون سابق إنذار، وقد تعجز هي نفسها عن ضبط اندفاعه. هذه المحبة ليست تناقضًا في طباعها، بل هي طبيعة الحب حين يسكن قلبها. قد تراها أحيانًا مترددة، وأحيانًا أخرى مندفعًة، لكنها في حقيقة الأمر تبحر في أدوار متعددة تنبع من فطرتها.
حين تحبك امرأة، ستشعر في حضورها بارتباك طفلة تخشى أن تخطئ أمامك، وفي لحظات أخرى، ستدهشك بجرأة مراهقة تعلن حبها بلا مواربة. وحين تمرض أو تتعب، ستجدها تلتف حولك كأم تخاف على صغيرها، وإن غبت عنها، ستنتظرك بلهفة تشبه خوف الجدة على أحفادها.
المرأة المحبة ليست كتابًا يُقرأ من صفحة واحدة، بل هي فصولٌ متتالية من الحنان والرعاية والشغف، حتى وإن بدت متناقضة، فهي في الحقيقة تمنحك كل ألوان العاطفة التي خُلق قلبها ليمنحها.
فكر للحظة: كم ستكون محظوظًا أن تجد قلبًا يمنحك هذا الكم من الحب بلا مقابل، امرأة تشعر تجاهك وكأنك وليدها الوحيد الذي جاءت به بعد طول انتظار. في عينيها، لن تكون مجرد رجلٍ عبر حياتها، بل ستصبح محور عالمها، وغاية أحلامها.
ولكن تذكر، هذا النوع من الحب ليس ضعفًا، ولا استسلامًا. إنه اختيار يومي بأن تكون لك سندًا وعونًا، دون أن تطلب ذلك. لذا، إن وجدت قلب امرأة ينبض لك بهذا العمق، فلا تعتبره حقًا مكتسبًا، بل امتيازًا نادرًا يحتاج إلى رعاية مماثلة.
في النهاية، حب المرأة ليس لغزًا معقدًا، بل لغة واضحة تُقرأ بنبض قلبها ودفء حنانها. وإذا أجاد الرجل فهم هذه اللغة، أصبح ملكًا على عرش قلبٍ لا ينضب عطاؤه.