كتبت / سلوى لطفي
يا أعز من عيني !
في الثاني عشر من فبراير من عام (١٩١٩) وهبتنا السماء قيثارة السماء ! ورغم قسوة و غدر السنين ! إلا أنها مازالت تعيش في قلوب الملايين ! كأجمل أيقونة لزمن الفن الجميل !
و كيف لا !؟
و قد تتلمذت علي يد واحد من أعظم المطربين و الملحنين !
(محمد عبدالوهاب) موسيقار القرن العشرين !
منحها أهم فرصة في حياتها بفيلمه (يحيا الحب) !
ثم استكمل لها الخلود في فيلمه الخالد (غزل البنات) !
لحن لها فيه (ست أغان) ليس قبلها و لا بعدها :
(اتمخطري ياخيل ) و (الدنيا غنوة) و (ابجد هوز ) و (عيني بترف) و (ماليش أمل ) و ( الحب جميل)
و قد جمع فيه المخرج العبقري (انور وجدي ) القمتين :
قمة الطرب و الموسيقي
(محمد عبدالوهاب )
و قمة المسرح و السينما
(يوسف وهبي بك ) بشخصياتهما الحقيقية و في بيت
(يوسف وهبي الحقيقي )
ليمتعنا العظيم (نجيب الريحاني) بالإيفيه الخالد : (عبدالوهاب و يوسف وهبي في بيت واحد ! أنقذونا من جهنم الحمرا دي ! )
و لكنها لم تكن ابداً جهنم حمراء ! عندما أشار (يوسف بك وهبي) بالصمت ! و دخل بهم بخشوع الي صومعة (عبدالوهاب ) !
كمن يدخل المحراب !
قائلاً بصوته الجهوري المؤثر
(عبدالوهااااب) !
ليبدأ (عبدالوهاب ) رائعته الخالدة (عاشق الروح) !
الذي شاركته فيها بصوتها (متحدثة) مع (يوسف بك وهبي) و يختتمها
(يوسف وهبي) بجملته الخالدة
(مالدنيا الا مسرح كبير ) !
و لم يقتصر نجاحها و تألقها مع استاذها الأعظم(عبدالوهاب) فقط !
فمن منا ينسي لها (قلبي دليلي ) (القصبجي) أو (شفت منام)
و (رايداك و النبي رايداك)
(أحمد صدقي)
أو (ياحبيب الروح) (السنباطي)
أو (أطلب عينيا ) (الشريف) أو (يااعز من عيني) (محمد فوزي) و (اكتب لك جوابات ) (الموجي )
أو (ليه خلتني أحبك ) (الطويل )
و (حكايتنا احنا الاتنين )
(سيد مكاوي )
أو (انا زي مانا )
و (ياطبيب القلب)
لأخيها(منير مراد) !؟
و كانت الوحيدة التي سميت الأفلام بإسمها في سلسلة أفلام مثل (ليلي بنت مدارس)
و (وليلي بنت الريف ) و غيرها !
و قد إعتزلت بذكاء في قمة مجدها و تألقها و لم تسمح لنا إلا بصورتها و صوتها و تألقها في عز مجدها !
و عندما سجلت مع (بليغ حمدي) بعض الأغان بعد تقدمها في السن لم تسمح بإذاعتها لأنها رغم جمالها لن تكون في مستواها الذي عودتنا عليه !
و قد اثبتت أنها مصرية وطنية أصيلة برفضها زيارة الدولة إياها بعد قيامها !
رغم إغراء الأموال الطائلة التي عرضت أمامها فجعلتها تحت أقدامها !
سلام عليك ياأيقونة الفن الأصيل !
و نجمة الزمن الجميل !
و الأميرة الجميلة الساحرة !
في ذكراك الجميلة العاطرة !
و التي تذكرنا دوماً أننا نلنا المراد من رب العباد !
إذ عشنا يوماً و دوماً في زمن (ليلي مراد) !