بقلم الكاتبة الجزائرية / يامنة بن راضي
لا تمزق الحقيقة غشاء الدمع الا إذا كانت مرة مؤلمة حد الذهول، فتدمي معها لا قلوب البشر فحسب بل حتى قلوب الصخر والشجر، لأن لواعج هموم الكثيرين فوق الإحتمال ومع ذلك هناك من تحمل وصبر صبر أيوب كالشعب السوري الشقيق، الذي إكتوى بالكثير من المزعجات عندما تفجرت أرضه الجميلة المعطاءة جورا وفسادا بأيدي شركاءهم في الوطن من عصابة الأسد الظلمة ..
لئن كانت الشمس تقبل الأزهار في بعض بلاد الله، كان هؤلاء المجرمون من العصابة الأسدية يحجبونها وبكل الطرق عن أهل عشيرتهم من أبناء الشعب السوري، بعد أن حولوا الوطن سوريا الى سجن كبير لا ينقص مثقال ذرة من العذاب الوبيل..فكان ذلك الكابوس المقيت الذي أحاطهم باليأس وجعلهم يضمدون جراحهم المعنوية قبل الجسدية في صمت، لكن هيهات أن يعمر الطغيان مهما طال أمده، فهبت نسائم الحرية عليهم على حين غرة وانتعشت أرواحهم المنهكة من عذابات سجون الذل والأسى ..
تحطمت آمال الكثير من السوريين على صخرة الجبروت الأسدي، فكانت حياتهم قاحلة كخيبات أملهم في وطنهم سوريا أو بالأحرى في بعض بني جلدتهم من عصابات الأسد القذرة، من كانوا يزرعون الشوك القاسي بدل الزهر البهي، بل وكانوا يقترفون كل الخطايا وهم منشرحين الصدر في تلك الدياجير من ليالي الإستبداد، فأصبحت حياة الغاليبة من أهل سوريا قصص مهوولة معجونة برائحة الرعب ..
تحولت سوريا الحضارة والتاريخ والجمال الى سجن كبير يكتم أنفاس السوريين ويبتلع أحلامهم، وتحولت معها دمشق الياسمين الى ردهات عذاب لا ينتهى وبكل تجاوزاته الفجة التي يندى لها الجبين.. وسجن صيدنايا الشهير كان شاهدا على فظائع جلاد يمتلك شهية لا محدودة للإفتراس ..آل الأسد وزبانيته اللئام، من نهشوا أجساد السوريين كما يحلوا لهم وانتهكوا أعراضهم وامتهنوا إنسانيتهم بدم بارد..فلا ريب أن آلاف الحكايا لضحايا الطغيان الأسدي تحرق الأفئدة وتقطع نياطها ..
لقد أرهق الباطل الحق كثيرا في سوريا العروبة، فدهاقين اللصوصيىة وأصحاب البأس الظالم لم يألوا جهدا في تدمير حياة أهل سوريا ..وعلى الرغم من أن الحرية حطت بظلالها البيضاء على تلك البلاد العربية، واضعة حدا لحكم عصابة الأسد المجرمة، إلا أن هؤلاء الموجوعون من غدر بني قومهم من المؤكد سيكملون حياتهم في وطنهم تحت ضغط ذكريات مبللة بالدموع السخية، لذلك نتمنى أن يتعافوا قريبا وتتعافى معهم سوريا الغالية وتستعيد ألقها العربي و الدولي وجمالها الشامي المميز …