بقلم / إيمان معاذ
علمونا منذ نعومة أظافرنا ، أن الإنسان يجب أن يكون مثقفا ولديه قدر من المعرفة مهما كان بارعا فى تخصصه ، و أن الثقافة أو المعرفة هى أن تعرف ولو شيئا عن كل شيء ،
ولذلك اشتملت المناهج الدراسية فى المدارس على مواد متعددة ومتنوعة مثل التاريخ والجغرافية والعلوم والرياضة والعربى بفروعه المتنوعة واللغة الإنجليزية والدين الإسلامي والمسيحى والتربية القومية والعسكرية ،،
كما أننا بجانب كل هذا نتعلم أيضا فى المدارس الفن بأنواعه من رسم وموسيقى وتمثيل وغناء ،، وتدبير منزلى واشغال يدوية ورياضة بدنية ..
وتستمر معنا هذه المواد المتنوعة وتتوسع فى كل مرحلة دراسية متقدمة ..
حتى تأتى مرحلة الجامعة والتى يبدأ فيها التخصص العام فى أحد هذه المواد التى تم دراستها سابقا ،، ثم تأتى مرحلة اخرى أكتر تخصص وتكون فيها الدراسة تفصيلية فى جزئية معينة من هذه المادة يحصل فيها الباحث على الماجستير أو الدكتوراه .
إذن ببساطة العلم هو معرفة شيئ عن كل شيء والتخصص هو معرفة كل شيئ عن شيئ .
أما العجب فهو أن تتحدث مع شخص ما سواء كان رجلا أو امرأة فى أمر جلل المفترض أنه يعنى الجميع وليكن على سبيل المثال إحتلال أردوغان العثمانى الإخوانى لليبيا عن طريق مليشيات سورية مسلحة ، مايعنى أن الدواعش سيصبحون على حدود مصر الغربية مهددين لثرواتها المعدنية و لأمنها القومى ، أو عن سد النهضة وتداعياته مثلا ..
فيقول لك بدم بارد .. الحقيقة مابحبش السياسة وماليش فيها 🙄
والعجيبة أن هذا الذى لا يحب السياسة ومالوش فيها ليل ونهار ناقم على الدولة وعلى كل مسؤل فيها وذلك لأن عمله تأثر ودخلة أيضا تأثر بالكرونا ، وكأن الدولة هى من صنعت هذا الوباء ، وتجد أن أقصى حدود معرفته أنه متضايق ماديا ومعنويا يبقى أكيد الدولة هى السبب .
مافيش مانع تكون متخصص فى البلاى استيشن وفى افلام محمد رمضان والسبكى وبعض البرامج الهابطة ، ومافيش مانع أيضا تكونى متخصصة فى فن الطهى والاكلات الجامدة ، والموضة والأزياء ومتطلعة على كل ما يستجد منها .
ولكن هذا لا يمنع ابدا أن يكون لديك القليل من المعلومات عن وضع بلدك الجغرافى والسياسى وما يهدد أمنها القومى لأن ببساطة كل الظروف السياسية والاقتصادية و الجغرافية والتاريخية و الاجتماعية والثقافية والفنية والصحية والدينية والعسكرية ، هى منظومة واحدة متشابكة ومترابطة ولايمكن فهم أحدها بدون الآخر .
لذا حرصوا من سبقونا أن يعلمونا منذ الصغر كل هذه المواد المختلفة والمتنوعة لكى تجعل من دارسيها فى المستقبل سواء رجلا أو امرأة إنسانا واعيا لديه عقل ولديه قدر من المعرفة عن كل شيء ،،
لكننا وبكل أسف أمام جيل يعتبر التعليم عقوبة ويجعل من عقله إسفنجة يمتص بها كل هذه المعلومات القيمة أثناء الدراسة ثم يضخها فى ورقة الامتحان ،، ليعود خالى الوفاض ،، حين تتحدث معه أو إليه بعيدا عن تخصصه ينتابك شعور أنه لم يدخل مدارس من قبل ولم يتعلم من الأساس في حين أنه ربما من الحاصلين على رسالة الدكتوراة 🤭