عاجل

الاحتلال يواصل الانتهاكات.. 11 شهيدًا جراء قصف إسرائيلي على لبنان
في أول وآخر زيارة كرئيس.. بايدن يتعهد بدعم دائم لإفريقيا
مصر توجه رسالة للسودانيين في أول زيارة لوزير خارجيتها منذ بدء الأزمة
“يديعوت أحرونوت”: الفصائل الفلسطينية في جباليا نظمت نفسها وتوقع خسائر في الجيش
الأميرة كيت تشارك في استقبال أمير قطر وزوجته في لندن
مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو
# يا كل أوطانى …. شعر
الواقع المعزز يعيد إحياء التاريخ في متاحف مصر
الأمم المتحدة: المدنيون يواجهون الموت في سوريا.. و16.7 مليون بحاجة للمساعدات
البيت الأبيض: إدارة بايدن على اتصال بحكومة كوريا الجنوبية وتراقب الوضع عن كثب
الجزائر تؤكد تضامنها المطلق مع سوريا لمواجهة التهديدات الإرهابية
كوريا الجنوبية: قرارات للقيادة العسكرية لحماية الديمقراطية
نتنياهو: نحن في حالة وقف إطلاق نار مع حزب الله وليس نهاية الحرب
أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 745 ألفا و700 جندى
جوتيريش يدعو لوقف فوري للأعمال العدائية في سوريا

قاموس الروح

بقلم -عمار على حسن

توالت كتب تحوى مصطلحات الصوفية ومفاهيمها عبر القرون، وبذل الذين التقطوا مفرداتها وصنَّفوها ورتَّبوها جهداً فى سبيل رصدها وعرضها، لكنها لم تكن، فى أغلب هذه الأعمال وربما كلها، سوى اقتباس مما تركه المتصوفة الكبار الأوائل، أو نقل أمين عنهم، معتمدة بالأساس على ما جادوا به فى تأملاتهم وانفعالاتهم وجيشان عواطفهم وإلهاماتهم السخية، ووضعوه فى كتب، أو نُسب إليهم من أقوال، أو فيوضات لفظية.

وبدت هذه الأعمال فى مجملها كأنها عمل واحد، أو اقتطاف محدّد من أعمال عدة، لم تفارقها، إذ غرفت منها أو نهلت، فتكرّر ما كُتب تحت كل مصطلح، من قاموس إلى آخر، دون أن يُعنى كثيرون بالإفاضة والإضافة. فهم لم يبذلوا الجهد المطلوب فى شرح الغامض والملتبس، ولم يكتبوا شيئاً كثيراً يُذكر، ينضم إلى ما تركه الأقدمون.

أبدع القدماء من المتصوفة بتأملاتهم العميقة قاموساً مختلفاً للروح، من يطلع عليه يجده حافلاً بالأسرار، يتقدّم فيه الرمز على المعنى المباشر، وتعلو الإشارة فوق العبارة، ويُخاطب الوجدان أكثر مما يُخاطب العقل، ويُعبر فى مجمله عن رغبة أصحابه فى الوصول إلى الحقيقة، عبر المجاهدة التى قد تجود بالإشراقات المبهرة، ويأتى معها النور والعجائب، أو نُصرة الحق، عبر تحرى المسار المؤدى إليه، دون التواء، ولا مواربة، ولا تردّد، وتكون الحقيقة ومعها الحق يسعيان إلى بلوغ المعنى الأسمى والأسنى للوجود.

وجاء اللاحقون ليُسجلوا كل هذا تسجيلاً أميناً، فى الغالب الأعم، فى معاجم نقل بعضها من بعض، نقلاً واضح الإفراط فيه، وإذا كان بعض أصحابها قد بذلوا جهداً فى الشرح اللغوى أو تأصيل المفهوم فإنهم لم يجلوا غامضاً، ولم يشرحوا مستغلقاً على الأفهام، والأهم من كل هذا يبدو ما أوردوه فى معاجمهم، غير مستنبت أو مستخلص من تذوقهم هم، إنما هو تذوق آخرين من أقطاب التصوف، لم يدّعِ أىٌّ منهم أن ما تركه هو نص مغلق، غير قابل للأخذ والرد، والإضافة والحذف، أو إبداع جديد، سواء عبر وضع مصطلحات أخرى، أو تذوق المصطلحات السابقة بمشرب خاص.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية