كتب د / حسن اللبان
قبل أيامٍ معدودةٍ من انتهاء ولايته، سجل الرئيس الأميركي، جو بايدن، سجلًا حافلًا من المواقفِ والقراراتِ والتصريحاتِ لصالحِ إسرائيل.
واختصرَ بايدن، ما هو أكبرُ من الدعمِ اللامحدودِ لإسرائيل، مؤكدًا علاقةً وجدانيةً مذهبيةً عقائديةً لها خصوصيةٌ عنصريةٌ. وكرَّر مقولتَه يوم الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري: «لا يجب أن تكون يهوديًّا لتصبح صهيونيًّا»، في تأكيدٍ جديدٍ لدعمه المطلقِ لإسرائيل.
وفي عهدِ بايدن، الذي تنتهي ولايته في يناير/كانون الثاني المقبل، حظيت إسرائيل بدعمٍ لا محدودٍ في ظلِّ حرب الإبادةِ المستمرةِ التي تشنُّها على قطاعِ غزة، ولاحقًا شملت لبنان.
بداية ولاية بايدن
مع بداياتِ ولايةِ الرئيس جو بايدن، تركزت أجندة السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة على مكافحة جائحة كورونا، وتحقيق التعافي الاقتصادي، ومواجهة النفوذ الصيني المتنامي عالميًّا. كما اتخذت إدارة بايدن مقاربةً صامتةً إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع إظهار الدعم للجانب الإسرائيلي؛ مما أدى إلى ارتفاع الانتقادات الدبلوماسية على الصعيدين المحلي والدولي لتوجهات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط.
دعم عسكري غير محدود
وافقت إدارة بايدن، في مطلع مايو/أيار 2021، على بيع أسلحة بقيمة 735 مليون دولار لإسرائيل، مؤكدةً ما وصفته بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، متجاهلةً عنف قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات الإخلاء غير القانونية والهجمات العنيفة على المتظاهرين وقتل الأطفال الفلسطينيين.
وكشفت هشاشةُ الموقفِ الأميركيِّ تجاه تصاعد الصراع في غزة عن تناقض التعامل الأميركي مع قضايا حقوق الإنسان على الصعيد الدولي، وذلك في ضوء تجاهل واشنطن للوضع المتأزم في غزة، ومساعيها لعرقلة المناقشات الخاصة بالقضية الفلسطينية. واستخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد استصدار 3 قرارات منفصلة من مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
تناقض الموقف الأميركي
وأشار المراقبون إلى أنَّ المصداقيةَ تقتضي تطبيقَ قواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي على دول العالم كافة دون تمييز أو انحياز، وهو ما يقضي بضرورة إخضاع إسرائيل للمعايير الدولية نفسها؛ نظرًا لأن انحياز إدارة بايدن إلى إسرائيل، وغض الطرف عن انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين، يؤثِّر بالسلب على مصداقية الولايات المتحدة. كما أنه يستنزف جهود السياسة الخارجية لواشنطن.
وبعد أيامٍ من إعلان بايدن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، عادت إدارته لتخبر الكونغرس بأنها بصدد إرسال حزمة أسلحة جديدة تتجاوز قيمتها مليار دولار، تتضمن عتادًا للدبابات ولمدفعية الهاون ومعدات لمركبات النقل.
بايدن وزيارته لإسرائيل
زار بايدن إسرائيل بعد أيامٍ من هجوم «طوفان الأقصى»، وأبدى تمسُّكه بالخط التقليدي في السياسة الأميركية الداعمة لإسرائيل. كان موقفه آنذاك مدعومًا بدموع كادت أن تسقط على وجنتيه تأثرًا بما حدث. وبعد أن شنت إسرائيل حرب الإبادة على غزة، أيدتها إدارة بايدن، معتمدين بشكل كبير على الأسلحة الأميركية.
ية نفقات حرب إسرائيل، رغم تحفظاته بشأن الحكومة الإسرائيلية. ويرى الكاتب أن ما فعله بايدن كان بدافع «حبه لإسرائيل والصهيونية»، الذي يتجاوز القضايا السياسية.